ماكينة الإرهاب الفكري

ماكينة الإرهاب الفكري
شارك

فؤاد الجعيدي

في كل مرة تأتي تعليقات على بعض كتاباتي من شخص يبدو والله أعلم، أنه من المقربين أو المتعاطفين مع حزب العدالة والتنمية، على صفحتي بالفايس بوك.

الشخص له حساب باسم مستعار، وأهم ردود فعله لا تتجاوز السب والشتم بأقبح النعوت. ولا تتجاوز أيضا استخدام أحكام القيمية والمعرفة المطلقة بالأمور.

شخصيا لا أتضايق من مناقشة أفكاري، والتي تظل في كل الأحوال مجرد اجتهادات قد أصيب وأخطئ فيها، لكني أومن حتى النخاع بأنها ليست سوى هموم ذاتية، في تفاعلاتي مع المعطى الموضوعي وقضاياه السياسية والاجتماعية، ومن خلالها أصر على أن لا أكون، عالة على وطني، الذي صرف علي في مدارسه وجامعاته ومستشفياته، أموالا طائلة ولولها ما كان لهذا العبد، أن تكون دماغه على ما هي عليه الآن، لأن يجتهد فإن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر ثابت.

لكن أن يعترض هذا السبيل شخص، لا يبدو عليه أنه يتوفر على أدبيات النقاش والحوار الهادئ وبالطريقة العنيفة التي اختارها، والاتهامات  التي وجهها لشخص دون عفة ولا ورع، لا أخفي معه أني بت أعيش قلقا عميقا على هذا النوع من البشر الذي يتساكن معنا تحت نفس قبة السماء.

وأنه ليس في نهاية المطاف سوى نتيجة، للماكينة التي أنتجه وهيأته سلعة في علاقات اجتماعية لها من المتاعب والمطبات، ما لا يحتمل وجود هذا النوع من البشر، الذي يقوم بالدعاية لنموذج يتأسس على العنف والإرهاب الفكري.

شخصيا لا أهاب سوى الله، وأن الحياة علمتي الصمود على مواقفي وآرائي والدفاع المستميت عنها. ولا تأخذني لومة لائم في الجهر بها في واضحة النهار.

إن أخانا في اعتقاده الكاذب يظن نفسه، أنه يشكل النموذج على ما ينبغي أن يكون عليه الإنسان في حياة الدنيا، وبالتالي يفترض أعداء وهميين وأنا واحد منهم، يحق له أن يجاهد فينا باللسان والقلم وقد تجاوز أضعف الإيمان.

الحقيقة المفزعة في كل هذا، أن هذا الاتجاه المبطن لتصريف العنف، يلزمنا بالتصدي إليه، ومناهضته بالنقاش المسؤول والبناء، ولمواجهة الخلفيات الإيديولوجية التي تؤثث لهذا العنف، والذي روج ويروج له أقطاب من الفقهاء ومن السياسيين الذين يتشبهون بالفقهاء، في فتاويهم وخطبهم المستوردة من زمن جهاد لم يستيقظ بعد، على جهود التحولات التي عرفها السلوك المدني.

أعرف العديد من مناضلي العدالة والتنمية، والذين أبادلهم الاحترام لقناعاتهم ومهما اختلفت معهم، لم يفسد بيننا الود الذي يجمعنا، بل هناك منهم من ألتقي معهم في نقابة الاتحاد المغربي للشغل، ونتقاسم نفس الهموم ونلتقي في نفس الأهداف، أهداف الدفاع عن الطبقة العاملة والسعي لرفاهيتها.

هذا هو الاتجاه الصحيح الذي ينبغي أن يسود بيننا كمغاربة وليس التفكير الراغب في صناعة دولة في قلب الأمة.

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *