المنظار مشروع للتصدي للتفاهة

المنظار مشروع للتصدي للتفاهة
شارك

فؤاد الجعيدي

المنظار مشروع لثلة من الإخوان، واكبوا التعاطي الصحافي في منابر إعلامية وطنية وبشكل تطوعي، وراكموا تجاربهم في الحقل الإعلامي، باستحضار قيم التضحية من أجل الآخرين، ومن أجل البسطاء في وطننا، وانزاحت ممارستهم لفعل الكتابة، للارتباط أكثر بالإبداع والتفكير في المكتوب انطلاقا من خلفيات فكرية وأسس فلسفية لرؤيتهم للعالم وقضاياه.

وكانوا يمارسون الكتابة كحاجة ورغبة للتأثير في الأحداث، ولم يأبهوا في يوم من الأيام على أن هذا المسعى، كان يجلب عيون الحراس على أمن أشد وهنا من خيوط العنكبوت.

جرت مياه كثيرة تحت الجسر، واختلت الموازين وتعاظمت انهيارات عالم بدون مقدمات، فوجدوا أنفسهم كمحاربين قدامى، قد عادوا إلى تكنتاهم ليستردوا أنفاسا متعبة، من أحلام تساقطت مثل أوراق الخريف، واستفاقوا على عالم قد مضى بعيدا في توفير قدرات ومساحات للتعبير عبر الوسائط التكنولوجيا الرقمية وبالصورة والصوت وبالمواقع الاجتماعية.

فقرروا إصدار المنظار ليس للتجريح والشماتة في الآخرين، بل ليسهموا ومرة أخرى في استرداد النبل للوظيفة الإعلامية ، في بناء المواقف والدفاع عن مقاصد الكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية، والحق في الاختلاف ونبذ العنف ومصادر تغذيته والرفض المطلق والصريح لكل الأفكار الظلامية والمتطرفة.

إن المنظار ستعمل على الانزياح إلى قيم العمل والكدح والبناء وإلى تمجيد صانعي الثروات ومنتجي الأفكار وستنخرط في كل توجه يؤمن بأن الديمقراطية هي المدخل الأساس لكل تقدم اجتماعي ورفاه اقتصادي

وستعمل على تمجيد المعرفة واقتصادها باعتبارها بوابة الأمل في الارتقاء بالمجتمع، وستناهض كل سعي يرنو إلى تسليعها وتبخيسها.

لقد صار اليوم، الإقبال على التفاهة يطرح علينا أسئلة، حول أسس هذا الانقلاب المفاجئ، ونضج التفاهة بين الناس إلى مستويات قياسية، وصار لها هواة ومتتبعون ومحترفون، ينسجون على منوالها أملا في اكتساب شهرة كاذبة..

هذه التفاهة تلاقي تجاوبا عبر الوسائط الاجتماعية، ويتم الترويج لها بقوة، والناس يتنافسون عليها، وهي الامتداد الطبيعي لأولئك الفقهاء، الذين تناسلوا وتناسخوا واقتلعوا الناس من الحياة كما هي في صراعها وشدائدها، ورسموا لهم حدودا وهمية تخاطب في الناس عواطفهم وتعمل على تجييشها، لتنام عقولهم عن الفضائل والقيم الحقيقية لتكريم بني البشر وتفضيله عن باقي المخلوقات.

في ظل هيمنة هذه السخافات، اعتقدنا وبصدق أن الأمل لا زال قائما في استرداد ما يمجد الإنسان ويكرمه و يميزه عن القطيع. ومن أجل كل هذا سنراهن على التغيير بأقلامنا وأفكارنا، لنغير ما بالنفوس.

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *