كلنا بشر، كلنا متساوون

كلنا بشر، كلنا متساوون
شارك

فؤاد الجعيدي

اختار المنتظم الدولي لتخليد اليوم العالمي لحقوق الإنسان هذه السنة، والذي يتزامن مع العاشر من شهر دجنبر، شعارا كلنا بشر، كلنا متساوون.

إن سياق المناسبة هو فرصة، للجمعيات الحقوقية وللمعنيين بقضاياها، للوقوف على ما أنجز وما يقتضي مزيدا من النضال ولا سيما في المجتمعات التي لا زالت تعاني من ثقل البنيات الموروثة عن الحقبة الاستعمارية، والتي راكمت خصصا مهولا في البناء المجتمعي الحديث، ويأتي على رأس هذه القضايا إشكاليات التعليم وأهميته في مساعدة الأفراد والجماعات وتمكينهم من الانخراط في التحولات المجتمعية والاستفادة من ثمار التنمية الناشئة.

هناك أسئلة تعنينا اليوم بقوة في هذا الشق المتعلق بالمساواة في التعليم؟ هل وفرنا لكل أطفالنا في سن التمدرس مقاعد في مؤسساتنا التعليمية؟ وهل هذا الحق في التمدرس والمعرفة مضمون على قدم المساواة بين المدن والمداشر؟ وهل نظرة الذكور متماثلة لنظرة الإناث لهذا الحق الذي يوفره المجتمع؟ وهل الأوضاع الاجتماعية توحد، بين نظرة أبناء الفقراء والأغنياء لهذا الحق في التعليم؟

إن الواقع الذي نحياه يفرز لنا مفارقات قوية، لا زالت تمارس تأثيرها في التعلمات بين أبناء المدن والبوادي، من حيث الطبيعة المعمارية للمؤسسات في كليهما، وتوفرهما على البنيات الملائمة لمناخ التدريس، وأن البوادي بحكم شتات ساكنتها بين الدواوير المترامية، وظروف تنقل الأطفال لحصصهم الدراسية تتأثر بمدى توفر وسائل النقل من انعدامها ويزداد الأمر صعوبة في المناطق الجبلية ..

وفي نهاية المطاف هذه العوامل لها الأثر في المخارج ومردوديتها على الأفاق المستقبلية للأطفال وعلى نسب النجاح في مشروع الحياة الاجتماعية.

حان الوقت اليوم لاستحضار هذه العوامل الضاغطة ونحن نتطلع للتأسيس للدولة الاجتماعية والتي لا تعني في نهاية مطافها سوى تمكين كل أفراد المجتمع، من الحصول على نفس الحقوق بخلق نفس الشروط المساوية لإنتاجها.

وعلينا الاعتراف جهرا أننا لا زلنا في بداية الطريق للتأسيس لهذا الحق في بلادنا، من منطلقات كلنا بشر وكلنا متساوون. والمساواة بالضبط تعني أننا نقطع نفس الجسر الذي يوصلنا إلى مرافئ النجاح في الحياة.

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *