اللغة العربية وأسئلة راهننا الموجعة
بقلم : عبدالحق الفكاك
في 18 دجنبر من كل سنة يحل اليوم العالمي للغة العربية وهي مناسبة للوقوف على وضعية اللغة العربية في العالم وخاصة داخل الأقطار العربية .
وبالرغم من أن واقع الحال بالنسبة لمعظم الدول العربية لا يطمئن كثيرا بسبب ما شهدته خلال العشرية الأخيرة من فوضى الخريف العربي، فإن المتحدثين باللغة العربية في العالم بلغ حوالي 600 مليون إنسان.
كما أنها ورغم تقلبات الزمن فإنها حافظت على سلاستها وعروبتها واجتازت كل المحن دون ان تضيع منها كلمة واحدة والبالغ عددها 60 مليون مفردة بعكس اللغات الأجنبية الأخرى التي أخد منها الدهر ما أخد ولم تسلم من تحريف وطمس لكثير من معانيها.
وفي الوقت الذي تتعالى بعض الأصوات » النشاز » – للأسف داخل البلاد العربية تطالب باعتماد اللهجات المحلية في التعليم الأولي والابتدائي بدلا من اللغة العربية ، فإنها أصبحت مطلبا للكثيرين في دول أمريكا الجنوبية والشمالية خاصة المتعطشين لاكتشاف عظمة الحضارة الإسلامية.
إذ ليس سرا أنه منذ أحداث 11 شتنبر تزايد عدد المقبلين على تعلم اللغة العربية باعتبارها لغة القرآن الكريم وعلومه والوسيلة الوحيدة لمعرفة لفهم الإسلام و المسلمين على حد سواء.
وإذا كان إسلام المتدينين » الجدد » من كافة أقطار العالم لا يصح إلا بتعلم اللغة العربية ، فإن التعاطي لهذه اللغة السامية أجبر العديد من الجامعات والمعاهد إلى تخصيص مسالك واقسام بكاملها لتعليمها وتدريسها، ومنح شهادات عليا للمتفوقين.
ومهما كان واقع الحال ، فإن اللغة العربية أضحت اللغة الرسمية في كثير من الدول في القارتين، آسيا وإفريقيا وهي الآن كذلك في كل من تركيا ، ايران ومالي.
ومن الطبيعي ان يلقي هذا الازدهار الذي تعيشه اللغة العربية بالمسؤولية الاخلاقية والادبية على عاتق أبنائها العرب من حيت الاهتمام بها وجعلها لغة التخاطب بينهم ليس فقط في المؤسسات التعليمية أو الرسمية ولكن حتى في الأماكن العامة والخاصة أيضا أملا في العودة بها إلى الجذور حينما كانت الفصحى لغة الأجداد داخل البيت وخارجه ..
فهذا لم يعد صعبا خاصة ونحن اليوم صرنا نسمع الصينيين والهنود بل وحتى الأمريكان وهم يتحدثون اللغة العربية بطلاقة وسلاسة وكأنهم قد عادوا توا من الحجاز أو بلاد الشام .