تهنئة للطبقة العاملة في عيدها الأممي
فؤاد الجعيدي
لا يسعنا في هذا العيد الأممي، الذي تخلد فيه الطبقة العاملة عبر كل بلدان العالم، احتفالاتها التي تصادف من كل سنة اليوم الأول من شهر ماي.. متمنين أن يكون هذا اليوم فاتحة عهد جديد، تستطيع فيه البشرية التغلب على كل العوامل المنتجة للفقر بين صفوف الكادحين، وأن تنتصر الإرادة في العيش بأمن وأمان في كل ربوع العالم، وأن يخفف الجشع الرأسمالي من استنزاف قوة عمل العمال، والتي من دونها لن تدور الآلات الإنتاجية والخدمات والزراعة وبناء الطرق والمطارات ورعاية صحة الناس…
لقد خلفت جائحة وباء كوفيد، قهرا على المعيش اليومي للبسطاء وكانوا أولى ضحايا انسداد آفاق ضمان العيش الكريم والتي لازالت تداعياتها مستمرة إلى اليوم، وانضافت إليها صراعات أخرى عصفت بآمال الاستقرار. وأشعلت النار في الأسعار ولحق الدمار خبز الناس ومؤونتهم.
لقد حان الوقت لإيقاف كل هذه التمردات الطائشة، على الحق في الحياة وعلى السعي في تجويدها لفائدة من لا يملكون في هذا العالم سوى كدهم وشقاءهم من أجل لقمة عيش وعمل ومسكن وتطبيب وحق في الرفاهية.
كفى من هذا الانهيار المجاني للحياة والتضارب الأعمى من أجل خدمة المصالح الأنانية للرأسمال والشركات العابرة للقارات.
العالم مدعو اليوم، لخوض حروب كونية ضد الجوع وضد الأوبئة واختلال التوازنات البيئة وحرارة هذا الكوكب الذي نعيشه فوق سطحه ولم يعد مقبولا أن يظل البعض يسعى لتدميره دون أن يرف له جفن.
حان الوقت لكل شعوب العالم وقواه الحية، أن تسعى لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.. وأن تتكاثف الجهود من أجل تكريم صانعي الخيرات وبناة العالم في مشارق الدنيا ومغاربها.
الفقر اليوم يقلق كل الشعوب، التي تدرك اليوم وأكثر من أي وقت مضى أن تهديد الحياة بات سرا خفيا، يتنقل بين الناس ويحصد أرواحهم كآلة عمياء، لا تميز بين غني وفقير وعالم وجاهل ومتقدم ومتخلف والعبرة فيما مضى والآتي أشد إن لم نتدارك الأمور بالحكمة المطلوبة انتصارا للحياة وروافدها.