السر المكنون لتشبث نبيل بن عبد الله بولاية رابعة؟

السر المكنون لتشبث نبيل بن عبد الله بولاية رابعة؟
شارك

فؤاد الجعيدي

 

لم يعد التدافع اليوم، في صفوف التنظيم الداخلي لحزب التقدم والاشتراكية، الذي يرأسه نبيل بن عبد الله، يتجه نحو الصراع الفكري والسياسي، ولم يعد يهتم بالنقاش الجماعي، لتحليل الأزمات التي تمر منها البلاد.

قد يبادر البعض، لاعتبار موقفي هذا تحاملا وتجنيا في حق هذا الحزب الذي لم يعد عريقا، بما كوناه عن ماضيه ورواده وإسهاماتهم الثرية، في الحركة السياسية والاجتماعية المغربية.

لذا فضلت قراءة واقع الحال، أمام الصمت الرهيب لكل الرفاق الذين أكن لهم الحب والتقدير، وهو المعطى الذي ما فتئ يحرضني بين الفينة والأخرى للجهر بمر الكلام، وللجهر بآراء فيما يجري ويدور بالحزب.

وسندي هو التعاطي مع شتات المؤشرات التي عملت على تجميعها منذ سنة 2004، وهي السنة التي اخترت فيها عن طواعية التواري عن التنظيم لكي تتسع مساحة تفكيري، بعيدا عن كل شوفينية حزبية يتم فيها نصرة القريب كان ظالما أو مظلوما.

نبيل بن عبد الله كانت تراوده فكرة الخروج من الحزب والعمل على تأسيس تنظيم آخر، وهي الفكرة التي ذهب فيها بعيدا الراحل التهامي الخيار وجاراه فيها آخرون لم يجدوا من حرج للعودة للتقدم والاشتراكية بعدما عادوا بخفي أم حنين من جبهة القوى الديمقراطية..

نفس الفكرة راودت الراحل عبد المجيد الذويب الذي بات يرى في حزب التقدم والاشتراكية، نسخة منقحة من الحزب الوطني الديمقراطي. لكن انتصرت في نهاية المطاف فكرة الراحل ليفي شمعون لتظل المقاومة من الداخل، وهي الفكرة التي يوجد لها اليوم أنصار في حزب التقدم والاشتراكية، ولا أعتقد أنه سيكتب لها النجاح من حيث أن الحاج نبيل، صار يتحكم في كل مفاصل الحزب، ويبيح لنفسه استخدام البلطجة والاعتماد عليها، بعدما تخلص بالقوة من كل الرافضين للخنوع لنزواته في الانبطاح. وعمل على تنحية بقية الحساسيات السياسية بإقناع رفاقه أنهم مسخرون لتدمير الحزب، ولم يقتصر الطرد على أعضاء من المكتب السياسي بل امتد إلى آخرين من اللجنة المركزية.

اسمحوا لي أيها الرفاق، اليوم يتضح أن نبيل لا يهمه النقاش ولا يهمه صراع الأفكار والمقاربات.. فما الذي يهمه إذن؟ في واقع يؤكد في تجلياته أن الحزب لن يحظى بأية مشاركة سياسية مستقبلية في تدبير الشأن العمومي، وهو الذي يجره معه انتكاسة مع أمينه العام في كل المناصب التي تولاها وحصد منها فشلا ذريعا، وفقدانه للتعاطف الجماهيري الذي حصد منه هزيمة صناديق الاقتراع.

بالعودة إلى المكتب السياسي للحزب، نكتشف أن ما تبقى من داخله والقادرين على التحليل المتبصر وإنتاج الرأي المخالف، باتت غياباتهم ملحوظة ولا سيما في الأزمة التي كان لها انتشارا واسعا في وسائل الإعلام، وخرج فيها الأمين العام ولوحده يضرب أخماسا بأسداس وأخص بالذكر( حسين الوردي عبد اللطيف أوعمو وعبد الواحد الفاسي  وعبد الرحيم بنصر وسعيد الفكاك وعبد الواحد سهيل وعبد السلام الصديقي وأحمد زكي وأحمد سالم لطفي وشرفات أفيلال..) ونطلب الله أن يفرج على محنة سعيد الزيدي الذي حوكم في القصة المشهورة والتي خجل الحزب من إبداء موقف واضح حولها.

الباقي من القيادة مثقل بتاء التأنيث وهو الوضع الذي ترك نبيل بن عبد الله ينفش ريشه كديك رومي ولا صوت يعلو على صوته بالصياح كما يحدث في المآتم. ويخرج من شدة الانفعالات عبارات الزندقة والأسواق الشعبية، يتطاول فيها على أعراض رفاقه.

لكن كل هذا من أجل ماذا؟

ما هو أساس وجود الحاج نبيل في منظومته الحزبية، التي فقدت بريقها وجاذبيتها بين المواطنين قبل المثقفين والعالمين بالسياسة وخباياها؟

ما جدوى استمراره على رأس الحزب والمطالبة بفترة ولائية رابعة وقد انتهت المنافع التي كانت للحزب في الحكومات السابقة؟

لقد تم اكتشاف أن بن عبد الله لا زال يراهن، على ما تبقى من نخاع بالعظم، يتلذذ بإخراجه بضرب العظم على الطاولة وباستحضار من يساعد على تأثيث الفرجة بضرب من نوع آخر.. كل هذا من أجل ما تبقى من العائدات الناتجة عن أجور برلماني الحزب بعد أن جفت كل الينابيع والمنابع الماضية.

هذا هو السر المكنون للتشبث الأعمى للحاج نبيل بن عبد الله بولاية رابعة..

هذا الفكر غير بعيد عن قيم (الرباعة) التي أنتجها واقع المجتمع الزراعي في بلادنا وغير بعيد عن تلك (الرابعة) الذي ينتظرها صاحب الكراطة من لعبة الحظ.

 

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *