متى يفي معالي وزير التعليم العالي بتعهداته؟

متى يفي معالي وزير التعليم العالي بتعهداته؟
شارك

محمد الزهراوي.

معالي الوزير يمارس فلسفة العبث في تجلياتها السياسية والتعليمية، وهي تعني ببساطة أن الهدف المنشود غير موجود أساسا، و »العبث » في هذا السياق لا يعني « غير ممكن منطقياً » وإنَّما هو ما يتنافى مع المنطق، أو بالأحرى لا يحترم قواعده ولا يخضع لها، فتتجلى سياسة الانتظار والتسويف والهروب إلى الأمام ، وطمس الحقائق ، وعدم الاعتراف بما هو مجود. فيبرز الوهم لدى المواطن ليبقى في قاعة الانتظار، ينتظر ما لم ولن يأتي.

فمن تصريحاته في بداية أزمة طلبة أوكرانيا، مرورا بمنصتيه الأولى والثانية، وصولا إلى إجاباته الأخيرة في البرلمان في خلق لجنة تقنية لجرد المؤسسات التعليمية التي تتميز بالجودة في دول أوروبا الشرقية.

فلقد ألفنا في المجال السياسي أن أي قضية يراد قبرها ونسيانها تعمل الجهة المسؤولة على خلق لجنة لها، فقد تعددت أسماءها ولكن الدور واحد ( لجنة التقصي، لجنة التحقيق، لجنة الإنصاف، لجنة المتابعة، لجنة الاستماع، لجنة البث، لجنة البحث…). هكذا أراد وزير التعليم العالي أن يقوم به فيما يتعلق بالبحث عن الكليات والمعاهد والمدارس التي تتميز بالجودة في الدول الشرقية ليؤشر عليها ويعترف بها حتى يقدمها لطلبة المغرب الراغبين في التسجيل بها مستقبلا، ناسيا أن هاته الدول وبالخصوص هنغاريا ورومانيا وبلغاريا، وبولونيا ، دول تنتمي للاتحاد الأوروبي وآخر دولة انضمت إلى هذا الاتحاد هي كرواتيا سنة 2013 .

والانضمام إلى الاتحاد الأوروبي يعني الانضمام إلى القوانين الوضعية القائمة على الشفافية والمحاسبة ، ومحاربة كل ما يرتبط بالفساد السياسي، أو الاقتصادي، والثقافي، والاجتماعي….

وعوض أن يجيب السيد الوزير عن الأسئلة الآنية التي تتعلق بملف الطلبة العائدين من أوكرانيا، يهرب إلى الأمام دون أن يلتفت إلى ما يدور حوله من مشاكل.

إن السيد الوزير أراد أن يوجه بوصلته إلى اتجاه معين، دون أن يحدد اسمه. كأنه أراد أن يقول للطلبة الراغبين في متابعة دراستهم مستقبلا في هذه الدول، انتظروا حتى أأشر لكم، وحتى أتوصل بتقرير اللجنة التي سأبعث بها إلى هناك. عملا بمسرحية:  » في انتظار كودو » للمفكر والكاتب المسرحي صامويل بيكيت التي تعتبر ولا زالت من أروع ما قدم في مسرح العبث، وهي تكشف أزمة الإنسان المعاصر المتمثلة في لا جدوى انتظار المخلص وهذا يعني أن كودو لن يأتي.

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *