سؤال

سؤال
شارك

من إبداعات شيخ القاصين بالمغرب

عبد الحميد الغرباوي

من إبداعات شيخ القصاصين بالمغرب

عبد الحميد الغرباوي

 

استيقظت بثقل في جفنيَّ.

هرعت إلى مرآة الحمام فهالني منظرهما: احمرار وتورم حولهما..

أوعزت ذلك إلى فيروس أو بكتيريا وكرد فعل مناعي أدى إلى حدوث التهاب..

في مثل هذه الحالة يشعر المرء ببعض الألم والحرقان والحكة، لكن لا شيء من ذلك في حالتي..

ألا يكون سبب ذلك بكاء شديد !

هل بكيت في منامي!..

هل انهارت مقاومتي في مواجهة غير متكافئة فاستسلمت إلى بكاء ذي نشيج مرير!

مع من كنت في مواجهة.. في صراع!..

كل ما أتذكره هو أني كنت مرهقا جدا وأنا أتهالك على فراشي ليلة البارحة..

جهدت في إخفاء ابتسامة طفرت على شفتي..

الحالة لا تدعو إلى الابتسام..

عيناي متورمتان..

لكني مطمئن إلى أن التورم ليس سببه فيروس أو بكتيريا، ما دمت لا أشعر بألم وحكة، وإنما هو حالة عارضة لا خوف منها أعزوها إلى إرهاق الأعصاب..

غسلت وجهي بالماء البارد عدة مرات وأنا أهدي بكلمات لا أتذكرها كما لو كانت تعويذة..

شعرت بانتعاش خفيف..

و أسأل نفسي مرة أخرى: هل بكيت في منامي!..

أنا غاضب..

لكن صوتي هادئ لا يحمل من غضبي شيئا..

كما لو أن صوتي يد تربت على ظهر الزمن اللاهب ترجوه أن يخفف من قسوته..

أنا غاضب لكن وجهي لا يظهر عليه انفعال أو توتر رغم أني لم أجد بعد سببا مقنعا لتورم عيني..

إذا لم يكن فيروس أو بكتيريا السبب في تورمهما، فلم يبق أمامي إذا، سوى استرجاع ما رأيته في المنام..

ماذا رأيت في المنام وكان السبب، ربما، في انهياري باكيا، بكاء مريرا حارقا؟..

و فطُنت إلى أحلامي أنها باتت، من أمد غير بعيد، تلعب معي لعبة الاختفاء، بل لعبة المحو. ما أن أستيقظ حتى تتبخر كل أحداثها وصورها..

فعلا أنا مرهق و مصاب بإحباط شديد.

عندما يتكرر فشلك ولا يبتسم لك الحظ في كل ما تقدم عليه من محاولات في سبيل تحسين وضعك المادي، في كسب ثقة الناس، في إقناع محاورك، عندما يتكرر فشلك في سبيل الحصول على مكسب مهما كان صغيرا، عندما يطاردك القلق والتوتر والخوف من المجهول، وانعدام الأمن والفقر والبطالة وإدمان المخدرات وتقض مضجعك أخبار الغلاء والجفاف والأوبئة والحروب والدمار والجريمة والانتحار وتحاصرك التفاهة من كل جانب، فأكيد ستشعر بإرهاق وتصاب بإحباط شديد..

اللحظة، الآن، أكرر السؤال: هل بكيت في منامي!..

 

استيقظت بثقل في جفنيَّ.

هرعت إلى مرآة الحمام فهالني منظرهما: احمرار وتورم حولهما..

أوعزت ذلك إلى فيروس أو بكتيريا وكرد فعل مناعي أدى إلى حدوث التهاب..

في مثل هذه الحالة يشعر المرء ببعض الألم والحرقان والحكة، لكن لا شيء من ذلك في حالتي..

ألا يكون سبب ذلك بكاء شديد !

هل بكيت في منامي!..

هل انهارت مقاومتي في مواجهة غير متكافئة فاستسلمت إلى بكاء ذي نشيج مرير!

مع من كنت في مواجهة.. في صراع!..

كل ما أتذكره هو أني كنت مرهقا جدا وأنا أتهالك على فراشي ليلة البارحة..

جهدت في إخفاء ابتسامة طفرت على شفتي..

الحالة لا تدعو إلى الابتسام..

عيناي متورمتان..

لكني مطمئن إلى أن التورم ليس سببه فيروس أو بكتيريا، ما دمت لا أشعر بألم وحكة، وإنما هو حالة عارضة لا خوف منها أعزوها إلى إرهاق الأعصاب..

غسلت وجهي بالماء البارد عدة مرات وأنا أهدي بكلمات لا أتذكرها كما لو كانت تعويذة..

شعرت بانتعاش خفيف..

و أسأل نفسي مرة أخرى: هل بكيت في منامي!..

أنا غاضب..

لكن صوتي هادئ لا يحمل من غضبي شيئا..

كما لو أن صوتي يد تربت على ظهر الزمن اللاهب ترجوه أن يخفف من قسوته..

أنا غاضب لكن وجهي لا يظهر عليه انفعال أو توتر رغم أني لم أجد بعد سببا مقنعا لتورم عيني..

إذا لم يكن فيروس أو بكتيريا السبب في تورمهما، فلم يبق أمامي إذا، سوى استرجاع ما رأيته في المنام..

ماذا رأيت في المنام وكان السبب، ربما، في انهياري باكيا، بكاء مريرا حارقا؟..

و فطُنت إلى أحلامي أنها باتت، من أمد غير بعيد، تلعب معي لعبة الاختفاء، بل لعبة المحو. ما أن أستيقظ حتى تتبخر كل أحداثها وصورها..

فعلا أنا مرهق و مصاب بإحباط شديد.

عندما يتكرر فشلك ولا يبتسم لك الحظ في كل ما تقدم عليه من محاولات في سبيل تحسين وضعك المادي، في كسب ثقة الناس، في إقناع محاورك، عندما يتكرر فشلك في سبيل الحصول على مكسب مهما كان صغيرا، عندما يطاردك القلق والتوتر والخوف من المجهول، وانعدام الأمن والفقر والبطالة وإدمان المخدرات وتقض مضجعك أخبار الغلاء والجفاف والأوبئة والحروب والدمار والجريمة والانتحار وتحاصرك التفاهة من كل جانب، فأكيد ستشعر بإرهاق وتصاب بإحباط شديد..

اللحظة، الآن، أكرر السؤال: هل بكيت في منامي!..

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *