اللوائح الانتخابية بسطات، خرساء
فؤاد الجعيدي
كل اللوائح الانتخابية للأحزاب، التي ظهرت بالجماعة الترابية بسطات، تعرض فقط على المواطنين وجوه المترشحين لهذا الاستحقاق، دون الإعلان عن البرامج وهي الأساس والتعاقد الذي وجب به، طلب ثقة المواطنين ذكورا وإناثا شبابا وشيوخا.
ربما المرشحون لم يقتنعوا بعد بضرورة تقديم البرامج، التي يقترحونها للنهوض بأحوال الناس، والمجال الترابي للجماعة، لكن ما يستوقفونا في هذه اللوائح، أن عددا من الوجوه قد غيرت أحزابها، وخاضت معارك من أجل الحصول على التزكية، كما نسجل أيضا أن من تعاقبوا على تدبير الجماعة، تعاقب الليل مع النهار، لم يفتحوا للمواطنين صدورهم على تدبيرهم السابق خلال الولايتين السابقتين؟
كما نلاحظ أن قيمة النضال، لم تعد واردة لدى بعض الأحزاب اليسارية والتي انفتحت بقوة على الرحل، ومنهم من انفتح على رجال الدين في الجماعات الدعوية للعمل الخيري، إلى جانب الانفتاح على المتقاعدين، أما النساء فجلهم غير قادم من مزارع التنظيمات الشبابة لهذه الأحزاب.
إن الجماعة باعتبارها مؤسسة، تستلزم من الراغبين في الالتحاق بها، أن يكونوا على بينة من الاختصاصات، وما يمكن أن تلعبه الجماعة في حياة المواطنين..
إن هذا الجهل، نحصد اليوم نتائجه على حياة المدينة ومرافقها، حيث أن أحياء بكاملها وتجمعات سكانية، تفتقر للبنيات كالمراكز الصحية ودور الأطفال وملاعب القرب والحدائق والتشجير، مجمع الخير في غياب سوق بلدي، يتجمع به الباعة على امتداد الشارع الرئيسي، كمظهر من مظاهر أسواق البوادي، والوضعية بحي السلام بمختلف أشطره لا توحي انتماء هذا الحي السكني إلى بلدية سطات.
الإضاءة التي تم تجديد شبكتها اليوم، وكلفت المالية العمومية الشيء الكثير ماذا أنتجت لنا؟ نصف الشارع الرئيسي للمدينة مضاء بشكل مقبول من مدخلها الشمالي إلى حدود مدارة ثانوية مولاي اسماعيل، والنصف الآخر الإنارة به جد ضعيفة. لكن البلدية تم تزويدها بكثرة الأضواء الكاشفة.
بكل صراحة كل من تعاقبوا على بلدية سطات، يتقاسمون غياب أفكار المشاريع التي تعطي للمدينة طابعها المدني والحضري، بل تركوا لها وجها إسمنتيا قاتما لا سيما في الأحياء الحديثة التي تمت الإشارة إليها.
أما المنطقة الصناعية التي عرفت أوجها في أواسط سنوات التسعين، صارت عبارة عن مآرب والعديد من المؤسسات الصناعية أقفلت أبوابها، ولم يسبق للجماعة، أن استنهضت الهمم بها، للتفكير في سبل إنعاش هذا الوضع الراكد، بل ذهبت كل الاجتهادات إلى الترصيف وإحداث المدارات بالأضواء، وهي أمور لم تكن من أولويات مدينة، لا تتوفر على سوق بلدي، بالمواصفات التي تضمن تقديم جودة الخدمات، مثل الظروف السيئة التي يتم فيها تسويق المنتوجات البحرية والتي تفتقد لخزانات التبريد.
الأحزاب اليوم تقدم شعارات غامضة، مثل التنمية والتشغيل والاقتصاد القوي والبديل والتغيير والإنصاف والانتصار وهناك، من لم ير أي ضرورة للاستناد على الشعارات. وهنا من يقدم نفسه نظيفا أكثر من الآخرين..
إن التعامل مع الاستحقاقات، يجب أن يكون رهانا قويا على المواطنين، وفي استغلال المناسبة للتعريف بالدور الحيوي للجماعة وخدماتها، وعلى هذا الأساس تقديم البرامج المزمع تنفيذها في حالة ، الحصول على ثقة المواطن، هذا المواطن اليوم في حاجة إلى الإقناع والاقتناع، وليس اللجوء إلى أساليب قد مل المواطنون من تجريبها وكونت لهم قناعات من التشكك في المسار الديمقراطي.
إن المواطن هو قطب الرحى في هذا الاستحقاق، وعليه الخروج من مواقفه السلبية والمطالبة بمحاسبة، كل من سبق له وأن وضع يده في هذا العجين الذي يؤرق مدينة برمتها وأفقدها العديد من المواعيد مع التاريخ.
وعلى المواطن أن يمنح ثقته لمن يتوسم فيه الصدق، وأن يعاقب العقاب السياسي لمن يستحق ذلك.