رئيس بلدية برشيد رجل يضرب أخماسا بأسداس
فؤاد الجعيدي
في واقعة لرجل، هو في الواقع رئيس المجلس البلدي لبرشيد، بخروجه غير الموفق، حيث اعتبر أن قضية السوق شأن يهمه هو وحده والسلطة المحلية.
وأن ما قيل من طرف الغير، لا أساس له. إذن الرجل لم يكن في مستوى الأفكار التي يدعو لها حزبه، والذي يطالب أن تتسع الديمقراطية في بلادنا وتتحول لتصبح فعلا تشاركيا، يتم فيها الإنصات إلى المواطنين واقتراحاتهم والأخذ بها في القرارات، التي تقدم عليها السلطة المنتخبة التي تمثل إرادة ساكنة برشيد.
وما يتضح من خرجة رئيس بلدية برشيد، أنه لا يفقه في السياسة وجاهل بأصولها وقد نسي أنه إلى عهد قريب، فإن أصوات ساكنة برشيد هي من حملته لرئاسة البلدية، لتمثيل السكان والانصات لمطالبهم، بل أمانة التكليف كانت تقتضي منه أن يعمم المعلومة على الساكنة وليس التصدي لمن يقول قولا مخالفا، أو أن ينظم لقاء صحافيا ويفتح المجال للنقاش الهادئ، ويعمم المعلومات بذل أن يسلك مسلكه الذي قام به.
الأحزاب حين تقدم مثل هؤلاء المرشحين، والذين لا يمتلكون ما يكفي من القدرات التواصلية، عليهم بدورهم أن يخجلوا من هذه البورفيلات البكماء، التي تعجز ألسنتها عن الإفصاح عما تريد قوله بجمل مفيدة، حتى تصل المعاني والأفكار إلى أذهان الناس على وجهها الصحيح.
كان على السيد الرئيس حسن الإنصات لما يجري اليوم في المغرب، حيث أن اللجنة الملكية التي أشرفت على النموذج التنموي الجديد، اعتمدت مقاربة جديدة والمتمثلة في الإنصات إلى كل الأصوات، ومن مختلف المشارب كانت قوى سياسية أو نقابية أو مجتمع مدني، لكن السيد الرئيس وبكل أسف شديد لا زال يعيش في مغرب آخر ولى إلى غير رجعة، حيث يظن الرئيس أنه هو وحده المسؤول إلى جانب السلطة المحلية أما المجتمع المحلي لا مكان له في المعادلة.
إنها مأساة بكل المقاييس، وجب على الأحزاب في الاستحقاقات القادمة أن تغيير من هذه النماذج، التي لم تعد قادرة على لاستيعاب التحولات التي تعيشها البلاد، والتي تقتضي مزيدا من الشفافية في التعامل مع المواطنين وإشراكهم بشأن يعنيهم بالدرجة الأولى وليس شأنا يخص مؤسسة منتخبة وأخرى راعية للشأن العمومي.