رحلة البطريق الأعرج

رحلة البطريق الأعرج
شارك

يوناش واني

1- ظل من رآه في سريره الصغير، تحت إبط أمه الهائمة فرحا، يتوقع أن يكبر مولود الأربعاء الربيعي سريعا. كان قليل بكاء ثم قليل كلام لكنه كان ينظر نظرات حادة بلا اسئلة.

2- أجبره تجبر أبيه على ارتداء ثوب التلصص والصمت والانضباط خارج طوق الحرية. فاستثمر كل خياله في دواخله ولم يتفجر ابدا الا وهو يسقط تحت الجليد.

3- كان الأول في كل دفعاته، ولكن لا شيء من هذه التتويجات ألهمته وعوضت له حقنه على العنف الممنهج والحاجة المستبدة. فكان تعيسا طوال الوقت وكبرت فيه أحقاد ووضع لكل روحه أصفاد.

4- قتل الأب مبكرا لكن مات في المعركة جزء كبير منه فتقلص لطفل خالد تائه. لم تسعفه الأيام ليستعيض ضياع مواد الحب ومناهجه. فتحول لما يشبه « الطيرموس » (إبريق زجاجي من الداخل ليحافظ على حرارة السوائل)… براق من الخارج، منكسر من الداخل.

5- حصد بسرعة كل القاب التتويج المهني ثم خفت بسرعة كما تخفت النيازك. لم يفهم الجميع كيف للمبدع أن يرمي بنفسه من الأعلى، وكيف لأدهم سريع أن يترك سباقاته ليقطع أوصاله ويموت نافقا في الخلاء.

6- ثم كيف لحصان بارع أن يستسلم وأن يترك كل من يحبه ويذهب حيث الجرف والتيار العابث بالأحرار.

إنها رحلة بارعة عابرة لمسافات طويلة تنتهي كما طائرة جبارة لتتحطم لأشلاء في مياه محيط مظلم بارد . تلهمنا قصة هذا البطريق إن السير خطي، لكن الحياة لولبية مفعمة بفجائية الفواجع

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *