رسالة إلى الأخ الفاضل الكاتب العام، للنقابة الوطنية للصحافة ومهن الإعلام

رسالة إلى الأخ الفاضل الكاتب العام، للنقابة الوطنية للصحافة ومهن الإعلام
شارك

فؤاد الجعيدي

على امتداد فترة تكاد لتكون غير قصيرة، رأيت فيها رهطا قد خرج عن الكلام بما يقتضي المقام، من تبادل الاحترام والتقدير بين أفراد المجموعة الإعلامية،  وانزلق باللسان السليط ما لا تبيحه الشرائع السماوية ولا القوانين الوضعية، ولا مما تعارف عليه الناس من وجوب التحلي بفضائل الأخلاق ودماثته ولا سيما بين المناضلين.

ولذلك بنفسي عن وعي وقناعة، أن لا أظل متابعا لما يكتب ويقال، في الوقت الذي كان يفترض فيه وداخل جامعتنا، أن نواصل العمل إلى جانب الطبقة العاملة وتنويرها في محطة، خرجت منها منتصرة بتضامنها القوي ونضاليتها وصلابة الخطط التكتيكية والاستراتيجية، التي حرصت الأمانة الوطنية على تنزيلها والتتبع اليومي لها وبالإشراف المباشر للأمين العام لمنظمتنا حيث كان حضوره اليومي مع عقد عشرات اللقاءات مع كافة المجالس والوطنية واستقبال ممثلي الاتحادات المحلية والجهوية من كافة ربوع المملكة ، وتوج هذا الزخم النضالي بانتزاع نصر بوأ منظمتنا المكانة الطلائعية التي تستحقها، في المشهد النقابي بالمغرب بالرغم التكالب السياسي، وبالرغم من المحاولات البئيسة التي استخدمها البعض في شراء الذمم، دون خجل من بعض الأطياف السياسية التي لها أدرع نقابية وكانت تبحث من خلالها ودون ملل، على تعزيز مواقعها التفاوضية في الاستحقاقات القادمة ولم تتردد في استخدام الانتخابات المهنية لهذه الدوافع السياسية المحضة.

وقد توفق بعض الإخوان الإعلاميين، من لعب بعض الأدوار  في هذا الصراع  بالدعاية لمنظمتنا وهيأوا الوسائط والوصلات الإشهارية وأبدعوا فيها، والتي تعرف بطبيعة الاتحاد كمنظمة مستقلة وثابتة المواقف وتسعى لتخليص العمال من مظاهر الاستغلال البشع والرقي بتطلعاتهم إلى غد أفضل . وتم فيها التوظيف الجديد والذكي لشعارات الاتحاد وتراثه النضالي والمكاسب التي حققها للطبقة العاملة في العديد من القطاعات.

وهنا تجب الإشارة، أن من بين وظائفنا الحيوية كإعلاميين أن نساهم في تعزيز مسارات الثقافة العمالية وتقويتها، بالاجتهادات والابداعات، وأن نكشف في المقابل عن الثقافات البرجوازية ومدى تبريرها للمظالم الاجتماعية والتعامل مع العلاقات السائدة باعتبارها أقدارا نزلت من السماء، وليست وليدة شروط تاريخية بين المهيمنين على وسائل الإنتاج والخيرات فوق الأرض وتحتها وفي الجبال والبحار، وبين هؤلاء الذين لا يملكون في هذا الكون، سوى قوة العمل يبتاعونها مقابل أجر يومي أو أسبوعي أو شهري وليس لهم ما يكتنزونه أو يعملون على توفيره ومراكمته من أموال.

إننا جزء لا يتجزأ من هؤلاء العاملات والعمال، وأن مصيرنا مرتبط بمصيرهم، لذا وجب علينا الانخراط، ودون تردد في هذا المسار. هذا الانخراط تمليه شروط اجتماعية مهما تباعدت بنا التقديرات والحساسيات السياسية، فأنها لن تفسد للود بيننا قضية، وأن الاتحاد يضمن في هياكله شروط احترام الاختلاف والتقدير بين مناضليه.

إن المهام الإعلامية اليوم، بالرغم من توفرها على الدعائم التكنولوجية والسرعة في أداء الإنجازات اليومية، إلا أنها ازدادت صعوبة أكثر من أي وقت مضى، وباتت تتطلب المزيد من التعرف على اقتصاد المعرفة والإلمام بالنقاش الدولي بين المثقفين والسياسيين ورجال الأعمال والحركات الاجتماعية، لنتمكن من تجويد المادة الإعلامية وتمكينها من المساهمة في نشر الوعي البناء في خدمة تطلعات الجماهير، والدفاع على تراثنا للامادي وهوية ثقافتنا الوطنية وتعزيز جوانبها النيرة في مناهضة الاستغلال والكشف عن أسس التضامن الذي ظلت من بين المكونات لتراثنا الوطني.

انها مهام شاقة، ولذلك ارتأى الاتحاد المغربي للشغل عبر مناضليه، وبتنسيق مع الأمانة العامة للاتحاد، أن يرقى بالنواة التنظيمية للعاملين في حقل الإعلام إلى جامعة وطنية تظم الصحافيين والمشتغلين بمهن الإعلام، في ظروف وطنية باتت تستدعي توحيد الجهود وتكثيف العمل لمواجهة التحديات الناشئة والقائمة والمستقبلية.

ولقد توفق الإخوان، في محطتهم التنظيمية لمؤتمرهم الأول، والذي كان ناجحا بكل المقاييس وخرج منتصرا لهذه المحطة بالتوافقات المطلوبة، وجاء على رأس التنظيم ثلة من الإخوان والأخوات والذين عهدوا بمهام الكتابة العامة للأخ توفيق الناديري، الذي حظي بالإجماع  على أنه الإنسان المناسب في المكان المناسب لقيادة الجامعة في مرحلة البناء الوطني التنظيمي وإنشاء الفروع المحلية والجهوية، لما يتمتع به من صفات إنسانية وإلمام بقضايا ومشاكل نساء الإعلام ورجاله.

وهذا التكليف الوطني من أصعب المهام، حيث أتى في فترة استحقاقات وانشغالات وطنية، وبكل تأكيد له مهام آنية يأتي في مقاهما الأول، وضع برنامج تكون رحاه الدعوة للعمل وتكثيف وتنسيق الجهود من أجل إنتاج فائض القيمة المنتظر من أداء جامعتنا الوطنية.

ودون شك، سيهتم البرنامج في أمده القريب، بدعوة المناضلات والمناضلين لإنتاج الأفكار وصياغة ووضع البرامج التكوينية، والحلقات الدراسية، للارتقاء بالممارسة الإعلامية وفق شروط الأداء العلمي، وتقديم عروض وخلاصات على التطورات التكنولوجيات الحديثة، وخدمتها للإعلام. وأيضا من بين مهام المرحلة، العمل على تنظيم رحلات ولقاءات، لتطوير العلاقات الإنسانية بين أعضاء الجامعة، للمساهمة في الاعلام النقابي وتطوير الثقافة العمالية وفق المستجدات ما بعد جائحة كورونا.

إن هذه الأهداف والمهام تتطلب الترفع عن الذاتيات لدى البعض وتتطلب تدعيم الجهود للتغلب على الصعوبات الموضوعية التي يفرزها باستمرار الواقع المغربي من أجل بناء إعلام وطني ملتزم ومتنور ومنفتح على أسس العقلانية ومناهضة التطرف من أين منبع أتى.

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *