أي علاقة بين مؤهلات الطلاب وحاجيات سوق العمل؟
بقلم عبد الحق الفكاك
ترى كيف نعتذر لشباب متعلم من خريجي الجامعات و المعاهد العليا والذي وجد نفسه يقبع تحت خط الفقر والبطالة، بعد أن فشلت معظم السياسات العمومية للحكومات المتعاقبة في توفير فرصة عمل له تحفظ كرامته وتضمن له حقه في حياة كريمة ؟
فما يكاد شهر يونيو يشرف على الانتهاء ، حتى تشرع المؤسسات التعليمية بمختلف درجاتها في الإعلان عن النتائج النهائية للموسم الدراسي الحالي.
وبغض النظر عن نسب النجاح أو الظروف التي أجريت فيها الامتحانات سواء كانت مواتية أم غير ذلك ، وبدون الخوض في أسباب رسوب البعض أو في ما إذا كانت المسؤولية تقع قبل كل شيء على عاتق الأسر وما تعيشه من ظروف اجتماعية خاصة تؤثر بطريقة أو اخرى في المسار الدراسي لكل تلميذ أو طالب .
وحتى إذا تركنا كل هدا جانبا، فإن انتقال التلاميذ من مستوى إلى آخر و من مدرسة إلى أخرى بالإضافة إلى الأفواج التي تتخرج سواء من الجامعات أو المعاهد العليا .. طبيعي أن يسعد بهذا النجاح الآباء والأولياء الأمور، لكنه يعيد طرح السؤال القديم الجديد: ما مصير كل هؤلاء الأعداد من الناجحين والناجحات ؟
فكثير من الأسر التي تحملت نفقة تعليم أبنائها تراودها شكوك حقيقية حول احتمالية عدم تشغيل كل الخريجين، لعلمها اليقين بأن العثور على فرصة عمل واحدة تعتبر من سابع المستحيلات .
ذلك أن غالبية الشباب المتعلم يبدأ رحلة شقاء منذ لحظة تسلمهم شهادة التخرج، حيت يحتار كثيرا: كيف يختار بين الدخول في بطالة قاتلة أو القبول بوظيفة قد لا تتلاءم ومستواه التعليمي ؟