صراع الديكة بين نبيل وسعد الدين

صراع الديكة بين نبيل وسعد الدين
شارك

فؤاد الجعيدي

لنقلها دون الخجل وفي واضحة النهار، أن السياسة لم يسبق لها في بلادنا أن عرفت مثل هذا التبخيس، الذي دشن عهده الفقيه، طويل اللسان بنكيران، لما سمح لنفسه بنعت رجال التعليم، بصفة قدحية وتشبيه لا يستعمله العقلاء، أو لما توجه لنائبة محترمة، تحت قبة البرلمان بإيحاء لا يفهم منه سوى أن (لفقيه اللي كنتسناوا بركتو دخل لجامع بلغتو ).

اليوم يقول السي سعد الدين كلاما في (عشيرو) الحاج نبيل والذي لا يتردد في الرد وبقوة الفطاحل كما كان يفعل الشعراء القدامى.

الصراع في حالة الغضب أداره الرجلان بما يشبه عراك الأطفال حين يتخاصمون على قطعة من الحلوى، ثم لا يترددون أثناء الملاسنات، في تذكير بعض البعض بوقائع يستحضر فيها الغث والسمين.

أولى المفاجئات في هذا التلاسن، أن سعد الدين أخرج لسانا، لم يكن لنا به عهد، حين كنا ننتظر منه إجراءات ملموسة لمواجهة الجائحة، لما دبت على الأخضر واليابس، حيث باع الناس أمتعتهم أو أدوات عملهم ليضمنوا بها القوت اليومي لعيالهم، ولما كانت الاحتجاجات، تخرج بالناس للتعبير على أنهم فقدوا مصادر الرزق.. كان السي سعد منزويا في شرفة ما يراقب مثل يا أيها الناس ما تأتي به الأيام.

في تلك الساعات العصيبة على الناس، كان السي سعد يوهمنا أن له لسان يتلعثم، ولا يقوى من شدة الخجل على تأمل هذا الواقع العنيد، وأن يجد له ما يتلاءم من حلول للتخفيف من حدة الأزمة العابرة والضاربة بقوة لأنها بكل بساطة كانت جائحة.

الحاج نبيل لم يتردد، جاء برد سريع وأسمع رئيس حكومته السابق ( خل وذنيه ) ذكره بما لم نكن نحظى بسماعه، لولا هذا التوتر الطارئ والذي ظل فيه كل واحد ( يهيت بالكرث على صاحبه) كما يقول أهل الدكالة.

(قال الحاج نبيل لسعد الدين، عقلتي نهار مشيت عندك لبيرو وقلت ليك رشرفات غيديرو ليها البينسا وخلتني فدار غفلون.

ونهار هزوا لينا رجلينا من الحكومة وانت عارف ماشي السبب مشروع منارة الحسيمة، واش قدرتي تحامي علينا واحنا فين ما كانت شي هجمة عليك كنا رجالا معاك واش عقلتي ولنفكر، بعدا كان بنكيران راجل عليك)

بالله عليكما، هل كان هذا هو المدخل الصحيح، لإثارة قضايا النموذج التنموي الجديد في هذه الظروف بالذات، والتفكير فما تعانيه البلاد من اختلالات لكما جميعا النصيب الأكبر في صناعتها؟

لماذا ظلت هموم وطن بأكمله، غائبة من هذا السجال بينكما والذي لم تخفيا فيه أن المصالح المتبادلة والمنافع المحصلة هي التي كانت توحدكما وتصالح بينكما وتوهموننا نحن البسطاء بأنكم تقلقون لقلقنا وأنتما في الواقع تتفرجون على مآسينا التي لا تعد ولا تحصى.

بالله عليكما هل هكذا يكون رجال الدولة؟ وهل بهذه الصورة التي يتم تسويقها لعامة الناس، والذين لا يفككون كل شفرات رسائلكما الملغومة، ولكنهم لا يجدون صعوبة، في إدراك أنكما لا تهتمون بمشاكلهم الحقيقية لأنكما منشغلان بتوزيع رقعة اللعب بينكما، كما يحدث في جلسات لعبة الورق، كل واحد منكما يمسك بأوراقه، ويتطلع متى يجد الفرصة المواتية لمعرفة أورق خصم، ليقوم بإنهاء اللعبة بميسة.

وحدكما ومن سار على نهجكما، تتحملان ما وصلت إليه السياسة من ابتذال ومن غش وتدافع غير سليم، وعملتما على إفساد مقومات ونبل الممارسة السياسية، وأفرغتموها من الأمل التواق للتغيير، واستنهاض الهمم في مجتمع كم هو اليوم في أمس الحاجة لصراع الأفكار وإنتاج مشاريع الحلول لقضايا التعليم والصحة والشغل والترفيه وبناء الوطن القوي بتنوع تراثه اللامادي وغناه بموارده الطبيعية والبشرية الشابة والمتعطشة للمشاركة السياسية، التي توصدون كل أبوابها بما تلبسون للسياسة من شؤم وتطاحن لا يشبه سوى تطاحن الديكة

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *