« وا أندلساه « 

« وا أندلساه « 
شارك

منى الرامي

المنظار: وافتنا الشاعرة منى الرامي بالقصيدة أعلاه تحت عنوان (واأندلساه) وكان النظم فيها على طريقة الشعري العمودي، تسترد فيها مقروءا شعريا وموروثا، لمأساة المعتمد بن عباد الذي ثالث ملوك ابن عباد في القرن الحادي عشر ميلادي حاكم مدينة اشبيلية الأندلسية وقرطبة على عهد ملوك الطوائف، أسره يوسف بن تاشفين ونفاه إلى مدينة أغمات ضواحي مراكش حيث قضى نحيه.

حافظت في نفسها الشعري، على ضوابط لسان عربي قويم ينهض من واقع تجارب ماضاوية لتؤسس منها تأريخا فنيا، تعي معه موضوع اشتغالها ومتمكنة من تفاصيله للتعبير على العلاقة القائمة بين الإحباط والتطلع لغد أفضل..

يمكن لتجربة الشاعرة منى، أن تكون أكثر عطاء ونضجا، لو سعت في محاولاتها للابتعاد عن الشعر العمودي وأن تمارس أشكالا أكثر تحررا مع القصيدة الحديثة التي تمنح الإبداع الشعري تحررا أقوى للتصرف في التفعيلات وفق تشكيل المعنى.

نتمنى لهذا الصوت الشعري أن يكون له حضورا أكثر في مشهدنا الثقافي، كما نوجه دعوتنا للنقاد، لتأمل هذا الصوت الجديد ومرافقته بالدعم والتوجيه.

سل أهل أغمات عمن مات كمدا//  آخر الملوك ابن عباد المعتمدا

يحكونك ما مر به وما كابدا // بعد أن خان الزمان وترصدا

قالوا: ويحك ضاعت الأندلس // قلت: كيف، وقد سكنت قلبا وكبدا

بكيت يوم ساوم في الأمير نخاس//  فانتهى الحال به أسيرا مستبعدا

بكيت يوم سيقت للأسواق حرائر// كجواري والكاحل منهن تصفدا

بكيت يوم ارتدت عن الدين نساك// محرما أحلت خشي من توعدا

هم أنكروا الفضل بعد أن تمكنوا// نسوا؟ هو ذاك الوغد إذ أجحدا

فدقت نواقيس أجراس في الصوامع// هولا صرت ترى المتعبد قد ألحدا

نصبوا المحارق غلا بلا ورع// وصلبوا من كان طوال الدهر حاميا سندا

وإذا ما ثار امرؤ نحبا قضى // بصنوف عذاب لها الشقي تكبدا

بئس زمان كذاك الذي به // الويل ثم الويل لمن ضاق وتمردا

ثم لا خير في خل أعطى ظهره // بوجه الوفا سد بابه وأوصدا

ذكرتك فقض الشوق لي مضجعا// واختارني في السهر لذلك بل وتعمدا

وكلما أرخى الليل بسدوله أبيت// أكفكف الدمع والطرف قد تسهدا

كم كان لي بالنوم من حاجة // وأنا المؤرق الذي بالشوك توسدا

إن النوى لسم مر قاتل و // مظلمة تهلك الروح، تفني الجسدا

أيا قاتلتي رويدك رفقا به // لم؟ رشقته الموت سهما مسددا

فقلبي على العهد باق صادق ب // حبك فؤادي محكوم حكما مؤبدا

كل شيء أنت، هل للبعد نهاية // ما سئمت، هل حلم هو زال تبددا

بمرفإ طنجة أرسل الساعة ناظرا // لعلي ألقاك كما بالأمس غدا

والذي نفسي بيده لأعودن إليك // عودا سالما غانما أحمدا

عود محل مستبسل فاتح فندوق // نعيم اللقاء أندلساه مجددا

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *