يا شباب المغرب، المعركة معركتكم
فؤاد الجعيدي
مهما يقال، عن مسلسل تجاربنا الانتخابية من مواقف متباينة بين الشباب على مستوى التقييم وحجم الانتظارات، فهي في نهاية المطاف ستكون قرارا هو بأيديكم، لصناعة نتائجه عبر صناديق الاقتراع.
الظروف تملي أكثر من أي وقت، على المغاربة أن يشاركوا وبكثافة في هذا الاستحقاق الوطني والذي لا غنى عنه في التعبير عن الإرادة الجماعية للتغيير.
إن من يختار العزوف سيعطي الفرص الموضوعية، لعودة أحزاب لم تحسن تدبير المراحل السابقة، وسيساعد الوجوه القديمة التي مللنا حضورها في مشاهدنا الجماعية، للعودة مجددا لتدبير أحوالنا بالشكل الذي قاسينا معه الأمرين.
لقد دقت ساعة الحقيقة لمساءلة، كل من تحمل المسؤولية عن قصور أدائه وغياب مبادراته للارتقاء بأوضاعنا إلى ما هو أفضل.
إن صناعة التغيير هي المطلب المشترك بين كل الذين عانوا من سوء القرارات، والاختيارات السياسية التي وقع عليها الإجماع بفشلها ووصولها إلى الباب المسدود.
هذه هي المبررات الموضوعية التي علينا استحضارها، بالمشاركة الواسعة، واختيار من بين المترشحين من هو الأفضل والذي نتوسم فيه خيرا للدفاع عنا داخل المؤسسات المنتخبة ولمن يشاركنا همومنا وتطلعاتنا في غد أفضل.
وأن لا نترك المترشحين، يراهنون على الفئات الأكثر هشاشة وحاجة، يمارسون بهم الاستقواء علينا، ويعبثون بإرادتنا الجماعية في التغيير، حيث عشنا مرات عديدة ومن خلال تجارب سابقة هذا التحريف القوي.
اليوم لا بد لإرادة الشباب أن تنتصر، لكن مفاتيح الانتصار تتحدد بالمشاركة الواعية والهادفة للتأثير في الأحداث، بوضع الإنسان المناسب في المكان المناسب.
وعلينا في هذه المرحلة تأمل النوايا، بالقياس بين مترشح وآخر، وأن نعاقب من يستحق العقاب السياسي، وعلينا استحضار التراكمات التي مرت بمدننا وقرانا، وأن نحسن التعاطي مع الخطابات والبرامج التي تطرحها عليها هذه الأحزاب، التي تريد الفوز بثقتنا وأن نتساءل هل هم مصدر ثقة.
إن التغيير ممكن ولنكن واضحين دون لف ولا دوران، فهو بين أيدينا إن شئنا، شريطة الانخراط القوي في هذه المعركة والتي لا تقبل التردد، ولا تقبل التجاوب مع دعوات التيئيس والتبخيس، والتي سرعان ما نندم عليها في بعد فرز الأصوات.
إن مصداقية المؤسسات المقبلة، تبتدئ من الوعي بمكانتها وأدوارها في حياتنا اليومية، وأنها سترهن مستقبلنا للسنوات الخمس القادمة، في تطلعاتنا للمشاركة في هذا المغرب الصاعد، والذي أكدت الأحداث أن أحواله أفضل بكثير من أحوال العديد من الشعوب العربية، التي تعيش صراعات وتطاحنات تدب على الأخضر واليابس، وأن أحوالن نعيش فيها مسلسلا ديمقراطيا يسمح لنا بالتعبير عن آرائنا، وأننا نتطلع لمزيد من الحرية والعدالة والكرامة والمشاركة السياسية، ونتطلع لمزيد من التقدم الاجتماعي والاقتصادي ولكن أيضا لمزيد من التوزيع المتكافئ للثروات والخيرات.