الأحزاب والاستحقاقات، وجس النبض

الأحزاب والاستحقاقات، وجس النبض
شارك

فؤاد الجعيدي

لقد مر على بداية الحملة الانتخابية، زهاء أسبوع، الطابع العام لهذه الاستحقاقات تتميز بالبرودة في مفاصلها كما يحدث مع تقدم السن، حيث تتباطأ الحركات ولا تقوى على حمل الجسد الوهن والمتراخي..

العوامل التي أنتجت هذا الوضع، لا يمكن فصلها عما جرى ويجري داخل التنظيمات السياسية، من استهداف للديمقراطية مع ما لحقها من أعطاب تخلفت بها عن المطالب العامة للمجتمع.

المرشحون في بعض الدوائر، تكفلوا للنهش في بعضهم البعض، ومروا لاستخدام العنف، علما أن الديمقراطية لا تتماشى مع هذه الممارسات البلطجية، بل تقتضي أن الصراع يجب بالضرورة أن يكون حول البرامج والمقترحات التي تعيد للسياسة جاذبيتها وبريقها، وتحيي الأمل في النفوس المحبطة، من جراء التراكمات السلبية التي أحدثتها الأحزاب في مرحلة تدبيرها للشأن العمومي.

لا يمكن لهذه الأحزاب اليوم، أن تقنعنا بأن الجائحة كانت عاملا قويا ومؤثرا في هذا الفتور، بل أن الأحزاب لم تستحضر في بنيات عملها على التواصل مع المواطنين، واستقطابهم لمحطة 8 شتنبر 2021 بل كانت تتصدى بقوة قراراتها لإبعاد الناس، عن البوح بآلامهم التي تعصرهم يوميا، من أجل ضمان لقمة العيش..

في بلاغ للهيئة الديمقراطية لحقوق الإنسان، صدر من الدار البيضاء يوم 30 غشت 2021، يقدم رصدا لتداعيات الوضع الوبائي اجتماعي، ويورد الزيادات التي لحقت بالمواد الغذائية حيث مادة الزيت قفزت ب18 درهما، وارتفع سعر الدقيق والسميد إلى أكثر من 10 دراهم والشاي ب 1,50 ده والقطاني ب 2,50 في الكيلو الواحد والأرز ب درهمين.

إن هذا الواقع ينتظر حلولا وينتظر أكثر من كل هذا، نقاشات عمومية على من هي الجهات، التي تتحمل مسؤوليات الزيادات، في ظل استقرار الأجور وتراجعها. ولماذا تعجز هيئات الرقابة على مراقبة الأسواق وتحليل معطيات هوامش الأرباح عند التجار؟

إن هذه القضايا الحيوية لدى المواطنين، لا تتذكرها الأحزاب أو لنقل أنها تعمل على تجاهلها، وتكتفي فقط بجس نبض المجتمع، الذي يبدو ولكأنه غير معني بهذا الاستحقاق الذي يجري أما م عينيه.

في دوائر بعينيها كان بعض المترشحين الرحل، يراهنون عليها  ويدخلونها في منطق محاسبتهم التحليلية على أساس أنها مكتسبة، لكن يعودون بخفي أم حنين حين يقفون على واقع عنيد لا يقدم لهم التجاوب المطلوب على دعواتهم في استمالة المواطنين.

على مواقع الفايس بوك، يقوم بعض شباب الحملات الانتخابية بأخذ صور، تذكارية بالأحياء التي يمرون بها، لكن هذه الصور في أغلبها لا توحي أن كان هناك تفاعل معها، في حين الأحزاب التي تفيد بعض التوقعات أنها يمكن أن تتبوأ المراتب العليا، غدت تقيم تجمعاتها بفضاءات تستوعب الحاضرين لفرجة تتقدم بالوعود عن الالتزامات والإجراءات التي ستعمل على تنفيذها إن فازت بالثقة المطلوبة للمواطنين في هذا الاستحقاق الجماعي والتشريعي.

من تعاقبوا على الحكومة، عادوا بأسطواناتهم القديمة، للحديث ومرة أخرى على طلب الثقة، ويقدمون كل تبريرات الدنيا للإقناع على أنهم كانوا من دعاة الإصلاح والتغيير، وأشخاص آخرين لا يجدون اليوم أي حرج مع سلخهم للجلود القديمة والانعطاف نحو أحزابهم الجديدة لتسويق عجزهم القديم في حلل كلامية عبيطة.

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *