لماذا انهار التقدم والاشتراكية بسطات ومن يتحمل المسؤولية؟
فؤاد الجعيدي
اليوم بإمكاننا استنتاج الدروس والخلاصات، من وضعية التقدم والاشتراكية بسطات والذي كان فيما ما مضى، يحظى بالتقدير لحضوره الوازن وإشعاعه النضالي..
لكن أتى من تحكم في هذا الإرث، وهو في الواقع لم يساهم في بنائه، لكن تكفل، بهدمه حين أراد بتوجهاته الانتهازية، التحكم في مفاصل التنظيم، وقد قاد حربا ضروسا ضد الرفاق الشباب، والذين كانوا مفخرة لهذا الحزب حين قرر طردهم الواحد بعد الآخر واستبدالهم بالرحل من الأحزاب اليمينة، ولم يرف له جفن حتى في استقطاب عضو من جماعة الإحسان ويمنحه تزكية قيادة اللائحة..
واقتصر نشاطه التنظيمي، على احتراف توزيع التزكيات، حتى بات يحمل لقب( بمول الحزب بسطات)، هكذا كان ينعته الشباب الذين اعترض طريقهم، وخاض معهم صراعات لا تعد ولا تحصى، ولم يسبق لأي مناضل وفي مستوى القيادة الوطنية لحزب التقدم والاشتراكية، أن اشتغل بهذا المستوى الخسيس والدنيء حين كان يصنع الأكاذيب ضد الرفاق.
اليوم لم يضمن لنفسه مقعدا ببلدية سطات في هذا الاستحقاق، وهو عضو المكتب السياسي للحزب، لكن الشباب الذين طردهم من الحزب يتواجد منهم خمسة أعضاء ببلدية سطات اليوم، وكانت للحزب إمكانية التواجد بقوة لو أعطيت الفرصة للرفيق الزكي والذي يحظى بتعاطف واسع وسط رجال التعليم الشباب، ويحظى بتعاطف أكبر وسط الطلبة، ووسط جماهير المواطنين، بما راكمه من نضال جماهيري وتواجده في كل حراك، وأكثر من كل هذا يوم أن كان في ديوان وزير الصحة، لم يتنكر للتفكير في الأرامل والضعفاء الذين تعترضهم صعوبات في العلاجات والاستشفاء، وإلى جانب كل هذا عمل الرفيق الزكي كحارس أمن خاص لكسب قوته بشرف، وواصل دراسته إلى حصوله على شهادة الدكتوراه، وظل يناضل في صفوف الاتحاد المغربي للشغل وتقلد المسؤولية في الشبيبة العاملة المغربية، وهو نموذج المناضل العضوي الملتحم يوميا بهموم الشباب والطلبة والعمال والفلاحين الفقراء، في اولاد بوزيري، لكن شنت عليه الحرب وتمت إقامة سد منيع في وجه كي لا يتصدر لائحة حزب هو أجدر بتمثيله وليس من احترف هدم التنظيمات كلما تمت دعوته لهذه المهام غير النبيلة من طرف الحاج نبيل.
حان الوقت لهذا الرهط أن يترك الحزب وأن يستقيل ، وقد أخذ الجواب من صناديق الاقتراع أنه لا يمثل سوى نفسه، وأن الجماهير لم تعد لها ثقة به وقد جربته حين تآمر على المدينة وسلمها لليمن وخان العهد الذي أقيم بينه وبين الاتحاد الاشتراكي وحزب الاستقلال كي يكون لسطات فرصة، أضاعها على المدينة ولم تكن القضية بالمجان. وصار معها كاتبا للمجلس البلدي وفي عهده، تم بناء تجزئة جديدة الخير والتي لا زالت تجر إلى أيامنا هذه وصمة عار بغياب الحدائق ودور الأطفال ومركز صحي وسوق بلدي، إنها جريمة بكل المقاييس.