الرسائل الواضحة والمشفرة لحزب التقدم والاشتراكية
فؤاد الجعيدي
ماذا تعني اليوم النتائج التي حصل عليها حزب التقدم والاشتراكية في استحقاقات 8 شتنبر 2021، وما هي الرسائل التي يمكن قراءتها من هذه الحصيلة؟
كلنا يتذكر البلاغ التاريخي، الذي أصدره الديوان الملكي، والذي نعث فيه الأمين العام للحزب بالمضلل السياسي، لكنه في ذات الوقت أكد على مدى احترامه وتقديره للحزب ولتاريخه النضالي ولمساهمة رجاله ونسائه.
ولما انتهت معركة الاستحقاق بما لها وما عليها، نجدها في عمق نتائجها فيما يتعلق بحزب التقدم والاشتراكية، لم تقفز عن الموقف المعبر عنه سابقا:
- الحزب ضاعف نتائجه، ومقبول وسط المجتمع المغربي ونخبه.
- الأمين العام سقط سقوطا مدويا.
هذا الوضع على مناضلي حزب التقدم والاشتراكية وحكمائه إن وجدوا، أن يتفاعلوا معه التفاعل السياسي المطلوب في مثل هذه الظروف، وذلك بطي مرحلة التحالف المشؤوم مع العدالة والتنمية، والدعوة لمصالحة تاريخية بين الرفاق القدامى والجدد، والقيام بنقد ذاتي عن ما آلت إليه العلاقات الرفاقية من تخلي عن نبل العلاقات الإنسانية، والتي استخدم من أجل نسفها رفاق للأسف انبطحوا وانصاعوا للأمين العام وساروا على نهجه في إقصاء وفصل رفاق، وتضيق الخناق على آخرين ذنبهم الوحيد أنهم حافظوا على استقلالية قراراتهم، ودافعوا باستماته عن مواقفهم وقناعاتهم وتقديرهم للأمور، لكنهم في العمق كانوا يناضلون من أجل توسيع الديمقراطية الداخلية ومناهضة التحكم في مفاصل الحزب. ويدافعون أيضا أن لا تكون رقابة ديكتاتوية على الفروع المحلية والإقليمية والجهوية التي ترفض منطق الزعامة والتحكم.
وضعية التقدم والاشتراكية اليوم مقبولة وسط المجتمع، بأفكاره التقدمية وسعيه الوطني في المساهمة في تطوير المجتمع المغربي، كما عهد فيه ذلك منذ التأسيس، وأنه الحاضنة الطبيعية لأفكار التحرر والانعتاق وتكريم الإنسان والحاضنة الطبيعية لإنتاج الأفكار من خلال مثقفيه الذين يدافعون عن العقلانية والتنوير.
وللحزب مهام تاريخية، في ضرورة السعي دون تردد لوحدة القوى اليسارية والتي بالرغم من محنها الذاتية التي تجتازها، تظل تختزن الإمكانيات الهائلة لمواجهة القوى الظلامية، التي تتربص بالمجتمع وتستهدف نسف اختياراته الوطنية الكبرى، نحو مجتمع حداثي مؤمن حتى النخاع بالنضال الديمقراطي وتعبئة موارده الطبيعية والبشرية وتراثه اللامادي.
هذه هي المهام الوطنية الكبرى، التي تنتظر حزب التقدم والاشتراكية، لكن المدخل الطبيعي للانشغال بها والاشتغال عليها، عليه ودون تردد التخلص من الحاج نبيل عاجلا، وأن يستوعب بالحكمة والتبصر رسالة الدولة، لا يمكن لفاشل ومضلل أن يقود قوة من طينة حزب التقدم والاشتراكية.