الآمال المنتظرة ما بعد اقتراع 8 شتنبر

الآمال المنتظرة ما بعد اقتراع 8 شتنبر
شارك

بقلم : عبدالحق الفكاك

على غير العادة تشكلت التحالفات وتناسى الناس خلافاتهم، وراحوا يعانقون بعضهم البعض – وكأن لسان حالهم يقول – وهم يقتسمون فرحة الانتصار: أنه لا عداوة دائمة في السياسة وعلينا أن ننظر للمستقبل ولا مجال لفتح صفحة الماضي.

وطالما كل شيء يسير كما هو مُخطط له، فإن الأحزاب السياسية التي تصدرت انتخابات 8 شتنبر لن تجد صعوبة في تشكيل مكاتب المجالس المحلية والجهوية، خاصة وأنها تلقت التوجيهات بأن تنهي المسألة في أقل وقت ممكن.

بل إن المشاورات لتشكيل الحكومة نفسها لن تستغرق أكثر من أسبوع واحد ؟ خاصة وأن ملامح الحكومات المحلية قد اتضحت للعيان وعلمت أسماء رؤسائها.

إنها ديموقراطية التوافق التي ابتدعها مهندسي الخريطة السياسية بالمغرب، ديمقراطية بسيطة ومرنة، تعتمد منهجية خالية من أي عراقيل او صعاب ..

ولأن مغرب ما بعد الثامن شتنبر لا يحتمل التأخير أو تضييع الفرصة التاريخية التي اتاحتها نتائج هذه الانتخابات الأخيرة، حيث اجماع ارادة الشعب على إحداث تغيير حقيقي  والقطع مع ممارسات الماضي.  ..

 وإن التغيير المنتظر لا يعدو أن يكون مراجعة شاملة لما حدث خلال العشرة سنوات العجاف حيت لحق الضرر اكثر واكثر بكل من الطبقة الوسطى والفقيرة على حد سواء.

ولعل أول شيء يجب القيام به هو دعم القدرة الشرائية للأسر المغربية وتعزيز العدالة الاجتماعية والمجالية كما يجب الإسراع بإسقاط مخططات كل من بن كيران والعثماني ومراجعة تلك القرارات اللاشعبية التي أنهكت كاهل المواطنين  وأفقدت الكثير منهم التقه في مؤسسات الدولة .

لذلك فقد لا يكترث البعض إلى المناورات الجارية الآن لتشكيل مكاتب المجالس المنتخبة بقدر ما تبقى أنظار المغاربة مشدودة نحو التلفزيون تنتظر الإعلان النهائي عن الحكومة الجديدة، للشروع في العمل .

ربما لم يعد بالإمكان الحديث عن اليمين ولا عن اليسار، على الاقل بالمفهوم التقليدي، لكن بالمقابل هناك أغلبية سياسية مريحة أمام الحكومة الجديدة، وهو ما يعني أنه لا عذر لها في قادم الأيام ، طالما أن لديها العدد الكافي من الأصوات لتمرير مشروعها المجتمعي.  وهو ما قد يساعد على ترجمة وعودها إلى واقع ملموس وخلق انفراج سياسي من شأنه ترسيخ قيم الديمقراطية التشاركية بما يتيح للجميع إمكانية المساهمة في البناء والتنمية.

إذًن، نحن أمام فرصة تاريخية … فرصة حقيقية قد لا تتكرر أبدا  وبالتالي لا ينبغي إضاعتها مهما كانت الظروف، وعلى المسؤولين الجدد أن يكونوا في مستوى تطلعات الشعب المغربي .

 يتبع ./.

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *