عناد الحاج نبيل يواصل تدمير الطريق

عناد الحاج نبيل يواصل تدمير الطريق
شارك

فؤاد الجعيدي

الحالمون بحزب سياسي قوي وظيفته أنبل من البحث عن حقيبة ومحلبة، لا يجدون مكانهم الطبيعي داخل قاعة الاجتماع .. وهي سابقة سياسية، ولا يمكن أن يستقيم لها أي مبرر، سوى الاقرار بالانزعاج من النقاش وتعدد الرأي والرغبة العمياء في التشبث بالمواقع القيادية.

الشباب لا يعوزهم اليوم برهان أن هذا الحزب الذي ترعرعوا في هياكله التنظيمية، وتعاقب على تسيير الشأن العمومي، تصر قيادته أن لا تذهب إلى الراحة البيولوجية السياسية، بالرغم من أنها جزء من أزمتنا السياسية أو هي الأزمة بعينها في إفساد قيم الديمقراطية. ومن كان سببا في الأزمات لن يملك حلولا لتقديم الأجوبة الممكنة على ما آلت إليه الأوضاع.

كثير منهم اغتنوا وارتقوا اجتماعيا، ثم انصرفوا وعمقوا أزمة البلاد والعباد إلا من أخذ الله بيده، آخرون يمجدون أنفسهم في لحظات الانتشاء، بشعارات لا يدركها المواطنون، الذين ينتظرون رغيفا لجائع وعملا لعاطل ودواء لمريض، لكنهم لم يؤسسوا عملا سياسيا جماهيرا يتواجد في قلب المعارك اليومية للمواطن، في الأحياء والوحدات الصناعية والقرى والمداشر، ولا يستحضرون أن إنجاز مهام التغير الكبرى تحتاج إلى تحالفات قوية على أساس المشترك في القناعات والبرامج  والايديولوجيات فيما بين المتحالفين. وليس البحث عن الدفء في أحضان فقهاء لا يتورعون في تنويم العقول وتخدير المشاعر في غرف الكلام الصوفي.

اليوم في تنظيم سياسي وطني ديمقراطي بات نساؤه ورجاله تقدفهم الآليات التنظيمية للحزب، وغدوا يشكلون خزانا قويا بروحهم النضالية وتجاربهم المريرة، وظلوا من أهل العفاف والكفاف هؤلاء هم الذين أعنيهم بهمومي،، وأتقاسم معهم مرارة النفي من أحضان أحزاب لم تتسع لنا واكتشفنا أنها لا تؤمن بالديمقراطية ولا بالحق في الاختلاف، لأن قياداتها ذاقت الحلاوة من وادي العسل، وبعضهم ليس له الاستعداد أبدا للتخلي عن الكرسي والقيادة ولا يشعرون بفداحة هذه الأمور على مستقبل الوطن.

الانخراط اليوم بالأحزاب بالمغرب، لا يتعدى أن تكون زبونا لتأثيث القاعات والاستعراض أمام كاميرات التلفزة. ولن يسمحوا لك بالتكوين لأنهم غير مقتنعين بوظائفهم في التأطير وتكوين أجيال المستقبل لحمل مشعل النضال والدفاع عن أطروحات أحزابهم وتجديدها.

الدم خاثر في أعضاء القيادة الوطنية والتي عليها أن تستوعب، في هذه المرحلة من تاريخنا الوطني، حاجتها للأسبرين فبعضها قد أصيب بالسكتة الدماغية، والبعض الآخر ينتظر؟

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *