في اليوم الوطني للصحافة
فؤاد الجعيدي
جرت العادة أن يتم في 15 من شهر نونبر، من كل سنة الاحتفال باليوم الوطني للصحافة، لكن هذا الاحتفال له طعم آخر كما تناولته النقابة الوطنية للصحافة ومهن الإعلام، حيث اعتبرت اليوم فرصة للإعلاميات والإعلاميين، للوقوف على ما تتحقق من مكاسب، وما ينتظر هذا القطاع من تحديات مع الاستخدام التكنولوجي، وما تتطلبه التقنيات الرقمية من تكوين مستمر لفائدة العامليين في مهن المتاعب.
ولم يفت النقابة في هذا السياق، أن تتعرض لأوضاع العامليين بالمواقع الإعلام الالكتروني، من هشاشة وخصاص من التمويل العمومي، لتقوم بالأدوار المنتظرة منها، بالمشاركة في نقل الأخبار ومعالجتها بالاحترافية المطلوبة والتصدي للمغالطات والتشويش، الذي تقوم به بعض الجهات المعادية لوحدتنا الترابية، بعدما باتت قضيتنا الوطنية تحظى بتعاطف دولي واسع وتحقق انتصارات ميدانية وديبلوماسية.
جزء قليل من المواقع هو من يحظى بالدعم، لكن الجزء العريض ظل يعاني من كل تداعيات الجائحة والبعض، لم يتحقق له حتى الحد الأدنى للعيش، سيما المقاولات الصغرى والصغيرة، وهي الهشاشة التي تعرضت لها بعض المواقع بالتفصيل وشرحت واقعها الاجتماعي المرير.
إن الاختيارات الوطنية الكبرى للبلاد، تسعى اليوم، وبتوجيهات من الإرادة الملكية والمؤسسات الوطنية، أن تقدم كل الدعم للمشاريع الناشئة وللمقاولين الشباب، ليتمكنوا من الانتصار العصري للأداء الانتاجي، ولا يعقل أن لا يتم استحضار المقاولات الإعلامية في هذه التوجهات والاختيارات الوطنية، بالنظر لاعتبار الإعلام من القطاعات الاستراتيجية، وعلى الحكومة أن تمكنه من التمويلات المطلوبة وتيسر له سبل ولوجه لمصادر التمويل والدعم العمومي.
إن الإعلام الالكتروني الناشئ، صار من المكونات الأساسية في مشهدنا الإعلامي، وقد انتقل هذا الإعلام بالذات اليوم، لتنظيم نفسه وطنيا وجهويا ومحليا.. عبر النقابة الوطنية للصحافة ومهن الإعلام، والتي أخذت على عاتق مناضليها، القيام بهذه الوظيفة التنظيمية، ولتكون حاضرة إلى جانب مختلف الفاعلين للتعبير عن انشغالات وهموم هؤلاء الشباب الذين يخوضون غمار تجارب متنوعة في الممارسة الإعلامية، والعمل على إثرائها وتنويع مضامينها وتطويع أساليبها كتابة وصورة.. وأن هذا التراكم يستمد قوته، من تجاربنا الوطنية وروادها الذين أسسوا للممارسة الإعلامية، والتي احتضنها الاتحاد المغربي للشغل، وجعل من قضية الإعلام والصحافة جزء من حركة تحرير الوطن ومواجهة القوى الإمبريالية، وتحرير الإنسان من كافة الأوهام الاجتماعية للانتصار لقضايا الطبقة العاملة، ولا زال هذا الاتجاه حاضرا ومستفيدا مما راكمته المنظمة، وهي التي بوأت الاعلام كخيار ديمقراطي للتعبير عن المواقف والترويج لها في المحافل والوطنية والدولية على الصعيد العربي والإفريقي والقاري، ومشهود لها بمكانتها في مكتب العمل الدولي والاتحاد الدولي للنقابات.
وظل الاتحاد على مدى تاريخيه النضالي، يراهن على الإعلام للتعريف بمواقفه من أهم قضايا المجتمع، وبتنظيم الأيام الدراسية كما فعل مع قانون المالية لهذه السنة والتساؤل عن مدى تجاوبه مع مصالح المأجورين. وأيضا، استحضار القضايا الكونية، المتعلقة بتداعيات الانحباس الحراري ومدى انعكاسها على الأوضاع الصحية وسلامة العمال في الوحدات الانتاجية والدعوة الملحة لحث الحكومة على مزيد من الانفتاح على الطاقات البديلة، والوظائف الخضراء للحد من آثار التدمير البيئي المتواصل.
هذه النظرة الشمولية للاتحاد ومنذ التأسيس هي التي وجهت مناضليه، لتقدير الممارسة الإعلامية والاشتغال عليها للتوثيق والتعبئة والترويج للقيم الإنسانية في الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية وظل حاملا لواء الدفاع عن هذه القيم.