حالات من التلبس العظيم

حالات من التلبس العظيم
شارك

د. سعيد ألعنزي تاشفين

    يا قلب، لا تتشبّث كثيرا بالتفاصيل إذ فيها يمكث الخائنون هي لعنة الكوابيس التي تجتاح حُلمك بالحياة لأنك سحيق مثل تخوم تراودها الأحلام أرقَا، ومُرتحلُ يتذكُر المقام فيظلّ وفيا عندما يخون الخائنون .

     مثل طائر يبحث عن غُصنه بين ثنايا الليل العنيد ..

    كطفل يحلم بأن يكبر سريعا، فإذا استعجل العمر تاه بين متاريس الاغتراب..

   مثل سُندسة النشيد التي لطّختها الأوحال في عربدات المتلصّصين ..

   كالنّبضات الخائنات في درب الوجع القديم وما تزال تحلم بالكرنفال ..

   دعوني يا معاندي نبضي، يا خونة حرفي، يا مُربكي سياقاتي .. دعوني أسافر نحو الشمس نوقِّع معا هي و ما بقي مني من هذه الملامح الموثِّقة للخوف على شظايا الخراب أخر فرماناتها على خِصر النهار، ونلامس عُنق المدى بأسئلة الغياب إعدادا للهروب ، ثم نمشُط أحزاننا باللون الذي تعرفون .

   يا هذه الليالي الطويلة على جنبات الأنين، ويا دفء  الأرض حيث ينسُج المشرّدون الحُلم ويرمِّمون الوجع الكبير، تُرى هل تستوي الخيانات وهي تقضم حشرجة الميعاد، ويترنّم في رِكاب الأبدية المتعثرة ، ثم نستغرق جاثمين في فؤاد الفتون .

   فيا قدحي من أتاي نصِّب نفسك حليفََا لي في قلب هذه العواصف الرّعناء، واستنهض همّتي لعلي أرمّم وجعي بلا سديم، وأواصل الهروب نحو ثغور هذه الروح التوّاقة إلى صمتِ يُؤنس وحشتي وحدي من دون الجاثمين ..

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *