المساهمات الغنية لمول الحانوت وتراثه للامادي في ذاكرتنا الشعبية

المساهمات الغنية لمول الحانوت وتراثه للامادي في ذاكرتنا الشعبية
شارك

لعب مول الحانوت أدوارا قلما انتبها إليها في ثقافتنا الشعبية، وكان له تأثير قوي في الحياة الاجتماعية للمغاربة، ويستحق منا على الأقل تسليط الضوء على مكاتنه والوظائف التي تقلدها في بيئتنا الاجتماعية.

الحانوت هو ذاك المكان الذي قد نلتقي أمامه مرات في اليوم، وهو الأمين في الحي أو الحومة وهو الذي يصون الأمانات الذي تترك عنده، (أغراض ومحفظات وودائع..) وكان في وقت من الأوقات هو المتكفل بأخذ الرسائل من ساعي البريد وتسليمها لأصحابها، يوم شاع أمر استخدام الهاتف الثابت كان يسمح لزبنائه من استقبال المكالمات لديه.

كما كان يحدث إن أتى غريب للحي ويسأل عن أحد ساكنيه، قد يقصد مول الحانوت الذي له معرفة ودراية بالساكنة، وقد اختبر عقلياتهم وصالحهم وطالهم، وقد استنتج كل ذلك من المعاملات التجارية التي تربطهم بهم وقد حصل وأن كان سببا بشهادته في جمع أسر والـتأليف بينهم. والمؤتمن على أسرارهم وخبايهم.

مول الحانوت أول تجربة اقتصادية في بلادنا في السلف، ولا يتقاضى عن ذلك عمولات ولا فوائد، والناس يفتحون عنده دفاتر لتسجيل ما يأخذونه من سلع ومواد استهلاكية إلى نهاية الشهر، بل من وجد نفسه في ضائقة لشراء الدواء يقصد مول الحانوت وليس الصيدلي، ومول الحانوت إن فاجأك ضيوف تهرع نحوه لأخذ المال لاستقبالهم إلى أن تنفرج الضائقة.

لقد مارس مول الحانوت أشكالا متنوعة من الاقتصاد التضامني، ويعمل على تقسيط الزيت والتوابل والسكر والشاي وكل ما يخطر على البال، لكن كل هذه الوظائف باتت جزء من التاريخ، وما بقي منها إلا النزر القليل في بعض المدن والقرى والمداشر.

اليوم مول الحانوت، تعرض إلى إبادة كل هذا التراث الذي راكمه من جراء السماح لشركات التسويق التجاري الكبير وانعدمت القدرة على التنافس معها.

لكن هذا تراث لامادي لم نتحكم له في السياقات لمساعدته على الاستمرار في القيام بما أشرنا له من منافع في حياة الناس.

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *