ما معنى السياسة اليوم في المغرب

ما معنى السياسة اليوم في المغرب
شارك

فؤاد الجعيدي

على الأقل لم تعد نخبنا السياسية، من اليسار إلى اليمين تشكل نماذج يحتذى بها، في ظل مجتمع يتطلع إلى نماذج جديدة ومختلفة عما ألفناه في رجال السياسة والذين باتوا لا يجيدون سوى لغة التسلط في تنظيماتهم السياسية والاقصاء لكل من يخالفهم الرأي.

زعماء اليوم يحيطون أنفسهم بما يشبه الميليشيات لحماية ذواتهم، وقد أقحموا في المكاتب السياسية من هم مؤهلون أكثر بأجسادهم للقيام بوظائف التصدي لكل من لا زال يفهم السياسة هي القدرة على تدبير الاختلافات في أشد لحظات الصراع قوة.

لكن السؤال المطروح لماذا كل هذا التدافع القوي وركوب الرؤوس التي لا تدور وصارت مثل ( الكدية )..؟

إنه الدفاع عن المصلحة الذاتية والأنانية الضيقة، هذه النخب التي احتلت المشهد السياسي لا تهمها مصلحة الوطن، لذلك لم تترك في خطاباتها فجوات تمكن من استمرار جريان الماء.

هذه النخب التي جاءت في زمن الانتقال الديمقراطي، عضت بالنواجد كي لا يكتمل.. وباعت لنا أوهاما على إمكانية إصلاح الأوضاع العامة للبلاد والعباد، لكنها في الواقع زادت الطين بلة، إلى أن وقع الإجماع الوطني على أن الاختيارات المنتهجة ليست على ما يرام.. وفي ظل كل الأزمات مع هذه النخب التي وضعت أياديها في العجين، وأنتجت مزيدا من سوء النمو عادت لتتبنى مضامين الخطابات الملكية ولكأننا بها قد اكتشفت العجلة التي تدور بها أحوال الناس.

لنكن على الأقل صادقين ونقول ما ينبغي قوله في الأحزاب السياسة وزعمائها اليوم.. إنهم ما فتئوا يعملون على تسويق الكلام وروكبوا العواطف بلغات شعبوية، لا تنتج أملا في الحياة ولا خبزا للضعفاء، لكن في المقابل عملوا على تحسين أوضاعهم المادية والمعنوية، والواقع يؤكد بما لا يدع مجالا للشك كيف كان لوجودهم السياسي، داخل تنظيماتهم الفضل كل الفضل في الارتقاء الاجتماعي، وباتوا يشكلوا اليوم طبقة ولا يتورعون في إخراج أنيابهم على كل من يتوجه لهم بالنقد، على هذه الممارسات التي لا تستحضر القيم الإنسانية في أدنى حدودها.. بل نراهم لا يتورعون في استخدام ألسنة سليطة ليصفوا بها المناضلين أو عموم الشعب.

وهذه الممارسات التي تم ترسيخها في مجتمعنا، ضدا على قيم التضامن والتآزر التي توارثناها من تراثنا الشعبي وما أحوجنا اليوم لاستردادها للوقوف ضد ثقافات القرصنة، التي كانت لها تداعيات في أحد الأسواق المغربية وفي مدن أخرى حيث هناك من يصر على نشر ثقافة الغاب.

قناعة واحدة من الضروري أن يدافع عنها كل مثقف وكل مناضل وحقوقي متشبع حتى النخاع بأن الوطن يتسع لنا جميعا، إذا ما وجد بيننا رجال يمارسون السياسة دفاعا عن الأفكار وليست كل الأفكار بل تلك التي تساهم في الثراء وفي رغد العيش للجميع.

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *