حزب التقدم والاشتراكية غدا جاحدا حتى في واجب العزاء
فؤاد الجعيدي
فقد الرفيق عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، عزالدين العمارتي والده عليه الرحمات والمغفرة. وفي مثل هذا الظرف الأليم العزاء واجب، مهما اخلتف التقدير بيننا للأمور السياسي..
لكن كان لقيادة التقدم والاشتراكية رأي آخر، أن لا تقدم واجب العزاء في وفاة الراحل، وهو أمر غير مفهوم إنسانيا، وعلى ما هو متعارف عليه بين الناس، وفي كل الديانات والأعراف، وأن لا تعزي أصبحت موقفا سياسيا لا يجوز على الإطلاق أن يكون في كذا وضع.
لقد سبق لنفس القيادة أنها تجاهلت رحيل الدكتور أحمد كوزة طبيب العيون الذي كان لا يتردد في القيام بعمليات استئصال الجلالة للفقراء ويقوم بالقوافل الطبية، وجعل معرفته في خدمة الناس..
إن هذا الموقف يكشف أن هذه القيادة الوطنية، لم يعد لها الإيمان بمشاعر الناس في نكباتهم مع الموت، ولاشك أن هذه القضية عادت سلوكا مستئنسا به، وهو ما يحيلنا للاقتناع، بأن هذا الحزب الوطني المؤمن بقضايا الديمقراطية لم يعد كما كان، وهذا الاستنتاج يطرح علينا سؤاله الجوهري، هل هذا الحزب لا زالت به الحاجة للمساهمة في التغييرات المنتظرة؟ وهل خطاباته عن الديمقراطية تعني اليوم الإيمان بها؟
من الصعب تقديم الجواب، لكن ما بات في حكم اليقين أن هذا التنظيم السياسي، وبكذا ممارسات وسلوكات صار يبتعد عن تربته الاجتماعية، ويسقط في فخاخ تقديم مواقف لا تليق بكل من ما زال قلبه ينبض بالحياة.
إن هذا المؤشر الصغير وبتفاصيله يكشف في نهاية المطاف عن حجم الأعطاب التي صارت متمكنة من الآلة التنظيمية التي فككت وعن إصرار روابط التآزر بين مناضليها الذين مروا من هذه المدرسة.