ما لم يقله السيد نزار بركة للمغاربة

ما لم يقله السيد نزار بركة للمغاربة
شارك

فؤاد الجعيدي

لا أشك في وطنية السيد نزار بركة، ولا أشك في صدق نواياه السياسية على أن يساهم في الارتقاء بالمغرب، إنه امتداد لحزب وطني عريق.

في لقاء له بمدينة سلا، لدى تطرقه للاستحقاقات المقبلة دعا المواطنين، للإقبال عليها، واعتبر أن المغرب في حاجة إلى نقاش سياسي متزن، مبني على وقائع ومستشرف للمستقبل لتجاوز الأزمات، خاصة الطارئة منها. وكان السيد بركة يتحدث عند حلوله ضيفًا على مؤسسة الفقيه التطواني ضمن حلقات “حديث رمضان” حول قضايا وانشغالات المجتمع، حيث كان شعار الحلقة “برامج الأحزاب السياسية بين الرهان الانتخابي وانتظارات المجتمع. لكن ما أخفاه السيد الأمين العام لحزب الاستقلال، لم يخبرنا بهذه بالتحركات القوية لذرعه النقابي وأجندته السياسية، وكيف أن المال من الصحراء يتدخل وبشكل سافر لإفساد اللعبة الديمقراطية لدى الأجراء، وكيف نبني الثقة مع الطبقة العاملة ونحن نريد الهيمنة على اختياراتها وجعلها Courroie de transmission  (حزام أمان) للحزب للتفاوض باسم أصواتها سياسيا.

أخلاقيا كي تكون للخطاب السياسي مصداقيته، على الأحزاب السياسية، التفكير من الآن وبشكل جدي، العمل على فك أدرعها النقابية، اليوم المعركة ضد التخلف وضد الهشاشة وضد العوز، ومن أجل إنجاح مشروع الحماية الاجتماعية، على الطبقة السياسية، الابتعاد عن الطبقة العاملة ومساعدتها على توحيد صفوفها وتقوية كلمتها، لتتضح قواعد اللعبة  أكثر.

السياسة للسياسيين، لكن النضال الاجتماعي والكفاح العمالي هو شأن عمالي، متعلق بالطبقة العاملة المغربية، ولا شأن للأحزاب السياسية به.

العمال يناضلون، من أجل تحسين شروط العيش، ويكافحون من أجل ظروف مهنية لا تداس فيها كرامة العامل، ويتمتعون بعمل لائق وأجر لائق وحماية اجتماعية لائقة. وقد حان الوقت للأحزاب السياسية لرفع وصايتها عن الطبقة العاملة والانشغال بوظائفها في التفكير في الاستراتيجيات الوطنية ومشاريع البرامج الوطنية وترك الشأن العمالي للعمال في المفاوضات المباشرة مع مشغليهم.

هذا هو المدخل الطبيعي لعلاقات اجتماعية ونقابية، وواضح فيها طبيعة الاستحقاقات والرهانات، أما أن قلوبكم مع علي، وسيوفكم مع معاوية فتلك أم الهاوية.

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *