ليستعد الشباب لمعاقبة الأحزاب السياسية التي خانت وعودها المعسولة
فؤاد الجعيدي
يبدو أن هذا قدرنا في المشهد السياسي المغربي، كلما أتى موعد استحقاقات جديدة، أفرزت نخبنا ظواهر لم يسبق للفكر السياسي ،في العديد من الممارسات السياسية، وهنا أخص بها تلك التي تسعى إلى بناء وتطوير نظم ديمقراطية، أن عرفت ما نعرفه نحن في هذا البلد السعيد.
عرفنا الترحال السياسي، ولا أخفيكم أن ما أكونه عن الرحالة السياسيين، أنهم رجال لا ثقة فيهم، عرفت شخصا، انتقل من الأصالة إلى المعاصر وكان بمكتبها السياسي، واليوم التحق بالأحرار، لكنه له وجه لا يعرف الحياء، بالأمس كان يتحدث باسم تيار سياسي، واليوم باسم آخر ويغير جلده، لكن اللسان والأفكار من الصعب أن نغيرها بين عشية وضحاها.. يقول علم الأساليب الفرنسي أن الرجل هو أسلوبه يعني لغته التي هي الوعاء للأفكار والمشاعر فكيف يقوى على هذا الانسلاخ المفاجئ سوى أنه يبحث له على موطئ قدم لقضاء مآربه وليس خدمة الناس بل استخدامهم كما ظل يفعل في السابق.
اليوم أخذ الصور إلى جانب الزعيم الجديد، وحرص على ربطة عنقه وهندامه ليصير أكثر جاذبية في هذا القرب ويساعده بريق صلعته، يتسلل بين الناس كما ظل يفعل في كل مساره الحياتي قبل السياسي.
الملكة الوحيدة التي اكتسبها، هي اللسان الذي يعطي منه قنطارا للناس، تصورا إن سألناه عن ربط المسؤولية بالمحاسبة، سيعطينا الدروس والمواعظ فيما ينبغي أن يكون عليه رجالات السياسة إلا هو.
في نفس مشهدنا السياسي، لما جرت الانتخابات المهنية، جاءها السياسيون، وكما يفعلون في كل الاستحقاقات، يراهنون على سلطة المال، حتى انتخابات مندوبي العمال واللجان الثنائية لم تسلم هذه المرة من شراء الذمم، والواقع أنها المرة الأولى التي برز فيها هذا السلوك المشين، حتى كاد أن يشكل ظاهرة، والقوى السياسية التي راهنت على هذا الاستخدام الأعمى لسلطة المال، هي نفسها التي لا تتردد من داخل قبة البرلمان وبياناتها السياسية، لتعبئة المواطنين بأخلاق لا تؤمن بها حتى تسعى إلى ترسيخها بين الناس.
هذه المظاهر تزرع التشكيك في النفوس، لكن هذا لا يعني أن نظل نتردد هل نشارك أم لا ؟
أدعو الجميع للمشاركة الواسعة والدخول إلى المعارك لتغيير، هذا الواقع بممارساته التي لا نرضى عليها، والمدخل الأول للقيام بهذا العراك الاجتماعي والتدافع السياسي، هو أن يقبل الناس وبالأخص الشباب على تسجيل أنفسهم في اللوائح الانتخابية وضمان المشاركة في الاستحقاق القادم، لممارسة أحد حقوقهم السياسية وليتضامنوا لمقاومة هذا المد الزاحف ومواجهته بما تقتضي الديمقراطية من سلوكات.
لنا إمكانيات هائلة يأتي على رأسها معاقبة من يستحق العقاب السياسي من هذا الطرف أو ذاك، وهذه المعركة هي معركة الشباب في المقام الأول.
وعلى هذا الشباب بكل ما أوتي من حماس، أن يصنع مجده الذي يتوفر على كل إمكانياته بين يده، ليخوض إحدى المعارك الطبيعية في صناعة ديمقراطية تكون لنا ومنا وهي ضرورية لعمليات البناء والإصلاح والتغيير المنشود.