قضايا الصراع الدائر بحزب التقدم والاشتراكية على الواجهة الإعلامية
فؤاد الجعيدي
من باب الحماقة والسذاجة أن لا يتم الاعتراف، بأن حزب التقدم والاشتراكية وصلت به الخلافات التنظيمية لحد لا يطاق، الخلافات تخترق كل مفاصل الحزب، وأولى العلامات المرضية على هذا الوضع أن لا أحدا غير الحاج نبيل، يخرج ويعطي موقفا مسؤولا وملتزما بخلفيات سياسية واضحة، مما يجري من انزلاقات خرجت بالحزب عن دائرة الصواب الجاد، وهو الحزب الذي ظل عبر تاريخ من النضالات يحظى باحترام الأعداء والخصوم، بالرغم من أعداد مناضليه المعدودين على الأصابع، لكن لهم من الصيت ما تتناقله الأوساط الوطنية والدولية.
لكن اليوم الآلة الحزبية لها من الأعطاب، ما لم يعد يسمح لمحركها الاجتماعي بالاشتغال، وخوض المعارك المطلوبة، وهي معارك الحضور في قلب انشغالات المجتمع ونبضه الاجتماعي القوي، وحسن الإنصات لمطالبه العادلة في حياة أفضل لا تنتج مزيدا من الإقصاء والهشاشة الاجتماعية. أعلم جيدا كيف أدرت حملتك الانتخابية السابقة بمدينة تمارة وكم ألمني صدها حين وقعت بين فخاخ العيال.
خروج الحاج نبيل عبر الأيام يتحدث ويتمسك بالاختيارات الديمقراطية التي يرى فيها صمام الأمان، لكن في المقابل يقود حربا صامتة ودون هوادة على من يخالفه الرأي، وينفتح دون مركبات نقص وفي واضحة النهار على الأعيان، الذين يتوسم فيهم الظفر بالمقاعد الموصلة لموانئ المفاوضات القادمة، إن خرج منتصرا بقوة عددية من الأصوات، والتي بات يرى فيها أنها ليست بالضرورة تلك التي تستهدف التغيير والانتصار إلى مشاريع ورؤية التقدم والاشتراكية التي فقدت بكارتها يوم التحالف مع العادلة التنمية.
هناك اليوم إعلام للأسف يعشق الاصطفاف في قضايا صراعات لها مبرراتها، لكن يحشر فيها الأنف والساق والرجل، ويعمل على تقديمها بطرق توحي أن لها محركات بحث وأزرار من المقر المركزي لحزب التقدم والاشتراكية بالرباط.
هناك أيضا بعض من توابل التنجيم وقراءة الفناجين أو الكف وهي صحافة لا تخدم ولا تساهم في قراءة خلفيات الصراعات الجارية وعلاقاتها باختيارات استراتيجية وطنية في ضرورة الانتصار للوطن ولتحولاته العميقة والهادئة وتعميم نعم الحياة على البسطاء.
إيراد اسم أنس الدكالي في صراعه مع نبيل بنعبد الله، كما أورد ذلك موقع المعركة ، يوحي بأنه الصراع على محلبة، وهو أمر في منتهى السخافة ، وفي منتهى السذاجة لكن لن أقول أنه في منتهى الدناءة أيضا.
هذه معركة أفكار كبرى، في ظل أزمات سياسية وأيديولوجية مست اليسار المغربي، ومن لا يقرأ الواقع هكذا لن يكون سوى من يحدث الموتى ويرجو ردود فعلهم
اليوم من قلب التقدم والاشتراكية من له كذا هواجس، وهي في نهاية المطاف ليست سوى هواجس رجل، افتقدت البوصلة ولا زال يراهن على استقطاب الحواريين للاصطفاف إلى جانب.
لذا أؤكد وأقول يا حاج يا نبيل ارجع إلى ربك واعلم أن حركة المجتمع، لن تقف في طريقها أهواء الأفراد، وانت واحد منهم لصدها عن الانتقال والقطيعة، تلك مشيئة من تاريخ الصراع الاجتماعي والذي لن يكون بوسع أي منا حمله للجريان فيما يشتهيه السفن.
لا تراهن على إعلام يضعك في مواطن الضعف، وسأقلوها جهرا كم أحبك ولا أحبك، واليوم حين أحبك أكرهك، لأنك لم تكن في مستوى مؤسسة الأمانة العامة لحزب مثل التقدم والاشتراكية وفي حالة غضب عابر تلفظت ب(سير تقود علي)
سير التقود علي اليوم صارت منعطفا وصارت حدثا وصارت تاريخا فاصلا، للمحاسبة والمساءلة ولم يكن من حقك وأنت الأمين العام للجميع، للرفاق الذين شاخوا وشابوا في الحزب ولسبب أو لآخر اختاروا النفي الطوعي، أن تعمل على الانتصار لجناح ضد آخر وأن تصير عنوانا لتفرقة الرفاق، (وحنا قلال ما فينا ما يتفرق..) حان الوقت لكي تسريح ولم يسبق لي أن حملت بغضا على رفيق أو صديق ولكن في حالت الجد لا يجوز الهزل.
كفى من الاستثمار في إعلام موبوء لن يجرك سوى كرها لفضائح أنت في غنى عنها أيها النبيل.