التعاقد والتدبير المفوض، أجدى من منح التزكيات بطرق مشكوك في سلامتها
فؤاد الجعيدي
يلاحظ اليوم، أن الأحزاب الوطنية وبالأخص اليسارية منها، أنها لم تعد تتوفر على حاضنات شبابية ونسائية لتكوين النخب التي تتقدم بها مع حلول الاستحقاقات.
ومنها من تشبث برفض تزكية مناضليه الشباب، كما وقع للنائب البرلماني الشاب جمال كريمي بنشقرون، وباتت هذه الأحزاب تنفتح على وافدين جدد، يجهلون طبيعة الاختصاصات لممثلي السكان بالجماعة الترابية، ولا يتوفرون على رؤى سياسية، وليس لهم من التكوين ما يؤهلهم للقيام بالمهام والوظائف التي تنتظرهم.
العديد منهم يقدم نفسه كفاعل جمعوي والبعض الآخر كمديري لمقاولات لحسابهم الخاص.
الأحزاب اليوم لم تعد ترى أنها مدعوة للاستثمار في الشباب، وتفضل أنها تسعى في الشوط الأخير، لاستقطاب الراغبين في الترشح باسمها دون استحضار مدى استعدادهم للدفاع عن مواقف أحزابهم أو القدرة على تمثلها.
إحدى لوائح الاتحاد الاشتراكي، تسرب إليها أحد الدعاة للمواقف الدينية المتطرفة عبر حسابه على تويتر، وبات اليوم يشكل مساحة ( للتقشاب ) على هيأته السياسية والتي كانت فيما مضى، لا تقبل إلا بالمرشحين المناضلين الذين تقترحهم الفروع والأقاليم للدفاع عن رمز الحزب.
نبيل بنعبد الله كان يتشبث بشاب وسيم، وكان يسعى بكل ما أوتي من قدرات على المناورة الضالة، أن يفرض الشاب الوافد على تنظيم الشبابي للحزب ( الشبيبة الاشتراكية )، غير أن الألطاف النضالية، تصدت لهذا النزوع.. ومع حلول الاستحقاق رحل الشاب إلى وجهة التجمع الوطني للأحرار، لو اعتلى تنظيم الشبيبة لرحل بالجمل وما حمل.
في مدينة أخرى فضل التقدم والاشتراكية منح وكيل اللائحة لأحد الوافدين من العدل والإحسان، وجاء وصيفا له عضو بالمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية. هذا العضو الذي قاد حروبا ضد الشباب الذين ترعرعوا ونشأوا في التنظيم الحزبي الموازي من طلائع وشبيبة اشتراكية.
أمام هذه الكوارث فيما حل بالأحزاب، لماذا لم يتم اقتراح أن الجامعات المغربية تحدث تخصصات لتكوينات مرتبطة بالمؤسسات المنتخبة، لتهيئ نخب المستقبل، وما المانع في أن تقبل الأحزاب الوطنية على التعاقد مع هذه النخب، وتمنحها تدبيرا مفوضا لتمثيلها في المؤسسات المنتخبة بالجماعات المحلية ومجالس الجهات وبغرفة البرلمان، عوض منح التزكيات وبطرق ظلت تحوم حولها الشكوك ولا تعمل سوى على هدر الزمن كما يتم هدر الزمن المدرسي.
الاقتراح المقدم، هو الجواب الموضوعي على تجاوز المحن التي بات يعرفها اليوم الاستحقاق، ويشكل مادة خصبة على مواقع التواصل الاجتماعي ويقدم لنا صورا كاريكاتورية على هذا التهافت الأعمى، والذي لا ينسجم مع تطلعات البلاد والعباد.