هل ابن كيران رجل دولة؟

هل ابن كيران رجل دولة؟
شارك

فؤاد الجعيدي

في الوقت الذي تكاد فيه الحملة الانتخابية أن تغلق أبوابها، أطل علينا الزعيم السابق للعدالة والتنمية، من تقاعده المريح، بشريط فيديو مدته نصف ساعة، ليوجه كلاما للشعب والدولة، وليبعث برسائل تحذير ومخاوف كما بدت له.

لو اكتفى في كلمته بالتذكير بمواقف حزب العدالة والتنمية والدفاع على ما قام به من إجراءات، لاهان الأمر، وهذا حق من حقوق التعبير السياسي، لشخص شغل الرأي العام بمواقفه وأسلوبه في التعاطي مع قضايا الأمة، من موقع رئاسته للحكومة، وما اتخذه من قرارات في تدبير المرحلة، والتي جاءت الخلاصات عنها لا تقبل الشك على ما أنتجته من أعطاب اجتماعية، ومن إفلاس باتت الدعوة معه لتغيير هذا النموذج الفاشل بآخر أكثر عدالة اجتماعية.

لكن أن يأتي السيد ابن كيران، لتذكيرنا بأنه من وسط اجتماعي متوسط ومن وسط الشعب ومهووس بالدفاع عن الدولة.. لنقلها بالصراحة المطلوبة، أن الدولة المغربية لا يرتبط وجودها واستمرارية هذا الوجود بأشخاص كانوا من خدامها وتلقوا مقابلا على خدماتهم.

و لم يثبت في هؤلاء الرجال من استمر على المناورة بعد انتهاء صلاحيته السياسية.. والمرحلة التي جاء في سياقها.

ومن غير الأخلاق السياسية، أن يأتي مسؤول سابق ويعلن أن صلاحياته كانت مقيدة، وأنها ستكون مقيدة في وجه غيره.

كلنا نتذكر كيف كان أقطاب العدالة والتنمية قبل سنة 2011 يحركون الاحتجاجات الاجتماعية، ويعدون المغاربة بمواجهة الفساد والسعي للنمو الاقتصادي والعدالة الاجتماعية، لكن في عهدهم تراجعت العديد من المؤشرات، واتسعت دائرة الهشاشة والخصاص الاجتماعيين.

إن الدولة المتحدث عنها، منذ مدة اتخذت العديد من المبادرات، في قيادة التوجهات الاستراتيجية الكبرى للوطن، في علاقاته الدولية وتحقيق العديد من المكاسب على الساحة الوطنية والافريقية والدولية.

وأن هذه الدولة وفي ظلها، هي التي وفرت المناخ للعدالة والتنمية، لتدبير الشأن العمومي، على مرحلتين، لكن لم يستطيعوا خلالها الايفاء بوعودهم. واليوم من الصعب إقناع المواطنين بإعادة منح الثقة للعدالة والتنمية، بل لوحظ في أكثر من مدينة، أن المواطنين قد عبروا عن استيائهم وامتعاضهم من القرارات التي مستهم في أوضاعهم المعيشية، واتضح أكثر من كل هذا، العجز البين على عدم قدرة العدالة والتنمية على توفير سياسات اجتماعية، تمكن من الخروج من الأزمات الدورية.

وأمام هذا الفشل، اتخذت الدولة مبادرات متعددة وأعلنت المؤسسة الملكية على مشاريع قوية، لاسترداد متانة المجتمع ولحمته.

الانتخابات اليوم لم تكن الأولى من نوعها، ولن تكون الأخيرة، هي مسلسل من التراكمات والدروس، وكل يستخرج منها الخلاصات المطلوبة، والشعب ليس بحاجة لدموع تمساح قد أعلن جهرا أنه وعشيرته استفادوا وتغيرت أوضاعهم، ومن حق المغاربة اليوم أن يعاقبوا من يستحق العقاب السياسي، وأنه غير مؤهل بما راكمه من فشل أن يوجه الناس للوجهة التي يرضها دفاعا عما يتمتع به من امتيازات، لم يسبق لأي مسؤول في الدولة أن حظي بها، والمتجلية في تقاعد يعادل سبعة ملايين في الشهر، ثم كذبا ظل ينسب وضعه الاجتماعي إلى الفئات المتوسطة، والتي يدرك أكثر من غيره، كيف أنه عمل على تفقيرها بعدما كانت أوضاعها مع حكومة التناوب قد عرفت انفراجا وتحسنا ملحوظا.

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *