بين اليوسفي وأخنوش ما الذي ضاع منا؟

بين اليوسفي وأخنوش ما الذي ضاع منا؟
شارك

فؤاد الجعيدي

في الواقع لم يكن السيد رئيس الحكومة عزيز أخنوش، مقنعا في أجوبته ولم تكن الأسئلة بمقدار القلق الاجتماعي الذي يسكن كل الناس في هذه الظروف العصيبة.

إنه الرجل الثاني في هرم السلطة بعد ملك البلاد، ولم نجد مجالا البتة للمقارنة بين مضامين الرسائل التي تبثها المؤسسة الملكية في عمقها وتجاوبها مع نبض المجتمع، وفي تطلعاته المشروعة لتجاوز الأزمات والانخراط في مغرب الحداثة ورفع التحديات الكبرى، وتلك التي تصدر عن ممثل رئاسة الحكومة.

عشنا تجربة واحدة كان فيها الوزير الأول الراحل السي عبد الرحمان اليوسفي، يبدو فيها رجل دولة بكل المقاييس، ولا يرمي بالكلام على عواهنه ولا يتملص من مسؤولياته، ولم يكتسب تلك المميزات إلا من خلال مسار نضالي طويل، جاء تلخيصه في رسالة العزاء الموجهة من عاهل البلاد إلى أرملة المرحوم الأستاذ المجاهد عبد الرحمان اليوسفي والتي جاء في ديباجتها:

( السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

وبعد، فقد كان لنعي المشمول بعفو الله تعالى ورضوانه المرحوم الأستاذ المجاهد عبد الرحمان اليوسفي، بالغ الأثر والوقع الأليم في نفسنا، لما خلفه رحيله من خسارة فادحة، ليس لأسرته فحسب، وإنما لبلاده المغرب، الذي فقد فيه أحد أبنائه البررة، الذي بصم بشخصيته وبأسلوبه المتميز، والقائم على المسؤولية والالتزام الواضح بالمبادئ، والإخلاص والوفاء، مرحلة هامة من تاريخ بلده الحديث.)

اليوسفي حنكته أيام النضال والالتزام السياسي والاجتماعي، وأكثر من كل هذا كان الرجل كثير القراءة والاطلاع على ما يجري من حوله في أمور السياسة، وخلق علاقات واسعة على المستوى العربي والدولي، ويحظى بالاحترام والتقدير من طرف الخصوم والأعداء، لكن ناذرا ما كان يطل على الناس من موقع المسؤولية وحين يفعل، تجده متبصرا ولا يرمي بالكلام على عواهنه، كما فعل هذه المرة السيد عزيز أخنوش، حين سئل عن متى تفتح الحدود، فجعل الأمر من اختصاص اللجنة العلمية وهي لجنة تقنية وليست سياسية اللهم إن كان تدبير السياسة وقراراتها يبقى من غير صلاحيات رئيس حكومتنا الموقرة، أو حين سئل عن أسباب الرجوع بالسن للراغبين في الالتحاق بمهن التعليم، إلى دون الثلاثين وجاء التعليل زلة لا تستحضر الإلمام بطبيعة مهن التربية وقضاياها المرتبطة بالمسالك التي وصلتها علوم التربية ونظريات التعلمات..

 رجالات الدولة الذين يقررون في التوجهات والاختيارات الوطنية، ما عليهم ترك الانطباع في تحاليلهم لقضايا الأمة، ولكأنهم مثل أيها الناس الذين يجتمعون على كؤوس الشاي، ويطلقون ألسنتهم دون كوابح في تقديرات انطباعية لا تمت بأي صلة لتمظهرات وتجليات الواقع بوقائعه الحية.

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *