العمل الجماعي وما تجره صناديق الاقتراع

العمل الجماعي وما تجره صناديق الاقتراع
شارك

فؤاد الجعيدي

هل ارتقت تجاربنا الانتخابية اليوم في الجماعات الحضرية والقروية،  أن تأتي بنساء ورجال ، لهم القدرات على تصريف أفكار ومشاريع تغير من الواقع العنيد الذي تعيشه مدننا وقرانا في العديد من المناطق المغربية..؟

ما نسجله على المجالات، هو التفاوتات البينة في النهضة العمرانية، بين مدينة وأخرى وأيضا قرانا، يكفي أن تقوم برحلة عبر التراب الوطني لتستشعر الخصاص.

هناك مدن صاعدة، تعبر عن تحولات عميقة، لهذا المغرب الذي تبنى الانخراط القوي في حداثة عصره طنجة الرباط مراكش والدار البيضاء، ترتسم بها علامات تشبه المدن الأوربية.

لنأخذ الرباط نموذجا على هذا التطور الإيجابي للمدن الصاعدة، صارت الشوارع والأنفاق الأرضية تحفا فنية بالنقوش ذات الطابع المغربي الأصيل، والمناطق الخضراء والملاعب الرياضية، التي لا تعد ولا تحصى على الشريط الساحلي من مدخل المدينة إلى جنوبها وصولا لمدينة تمارة.

لكن في المقابل نرى مدنا أخرى وبالرغم من عراقتها، ومكانتها في تاريخنا الوطني لم يزدد بها المجال إلا سوء في إدارة تعميرها ولنمثل على ذلك بمدينة سطات، التي لم تعرف طوال مسيرتها سوى شارع يتيم، ظل التغني به للتعبير على ما عرفته من تطورات أخفت عيوبها بالأحياء التي نشأت بضواحيها الشرقية والغربية.

بالعودة إلى تاريخ إنشاء المدينة على العهد الاستعماري، وضع لها تصميم، ضم فيه مركزه محطة طرقية وسوق بلدي ومقهى ومركز للبريد وبنك وملعب رياضي ونخيل على جنبات الطرق وأشجار ومدارس مجاورة للمركز، وخصصت مساحات أكبر لبنيات الاستشفاء وتخزين الحبوب والملاعب الرياضية التي كانت تستفيد من المساحات الفارغة..

وكانت تعتبر المدينة ياقوتة للمدن الناشئة. وسرعان ما دخلت في وقت لاحق لبناء تكدسات عمرانية تنعدم فيها شروط جودة الحياة، بيوت واطئة وضيقة سارت فيما بعد كلفة.

ثم نمت أحياء جديدة بالرغم من شوارعها الجديدة ، تم تناسي العديد من الخدمات الاجتماعية الأساسية وبنياتها، كالأسواق العصرية وغدت شرايينها مختنقة بأصناف الباعة الذين يعرقلون حركة السير بل منهم من يمارس التجارة في مركبات كبيرة محملة بالخضر والفواكه.

هناك شيء ما على غير ما يرام، أن من يمثلوا إرادة الساكنة لهم اختصاصات واسعة ليست فقط تلك التي من صلاحيات الإدارات العمومية، وعليهم القيام بها والدفاع عنها على مستويات القرار المركزي، لجلب الاعتمادات لمشاريع خلاقة تستهدف راحة المواطن في مجاله، كما حدث في مدن أخرى، ولرد الاعتبار للمدينة على ما فقدته من فرص لم يتم استثمارها على الوجه الصحيح.

وعلى الجميع، أن يستحضر في مغرب اليوم أننا نتحدث عن نموذج تنموي جديد، لكن هل هناك تعبير على مستوى النوايا أننا نستحضر هذه الرهانات.. هناك من انخرط فيها وطنيا وهيأ لها السبل وهناك من لم يستوعب بعد السياقات التي نعيشها بكل الإكراهات لكن أيضا بكل الإمكانيات المتاحة والتي يجب اليوم عدم التمادي في هدرها.

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *