نبض المجتمع المغربي المغيب سياسيا
فؤاد الجعيدي
لعلنا اليوم لا نعثر في خطابات سياسيينا، عما يعتمل داخل المجتمع من مواقف وآراء، ولم يسبق لنا في تاريخنا المعاصر، أن عشنا سنوات عجاف من حيث الأفكار والتصورات والتيه وفقدان البوصلة.
أحزابنا السياسية عاجزة عن إبداع الحلول، لكنها على أتم الاستعداد لتلقف كل البرامج والمشاريع الاجتماعية والاقتصادية، ثم الذهاب للتفصيل فيها بالخطابة المملة.
لكن أهم انشغال عند هذه الأحزاب، هو خرجات زعمائها غير الموفقة، أو النبش في الحواشي التي لا تمثل أهدافا كبرى في الاستراتيجيات العامة للدولة. وهناك منهم من احترفوا التلاسن والتراشق بالكلام والإبداع في توصيف بعضهم البعض إلى حدود السفاهة الدنيا ثم بالتالي يسقطون من عيون المواطنين.
لكن الواجهة التي تظل تتمثل نبض المجتمع بقوة، هي هذه المهرجانات السنيمائية والمسرحية التي تنظم هنا وهناك مثل مهرجان تطوان السينمائي الذي يستحضر أقوى التيمات المرتبطة بعصر الثورة الرقمية ، وكما تفعل العديد من مؤسسات الدولة، في إطار فعاليات الدورة 27 للمعرض الدولي للكتاب، رئاسة النيابة العامة ترفع شعارا ( نيابة عامة مواطنة ) بعض المثقفين اختاروا الاشتغال على قادة أحزاب منهم من اهتم بالمسكوت عنه على عهد تجربة التناوب التوافقي على عهد الراحل عبد الرحمان اليوسفي ومنهم من انشغل بتشريح الخطابات الشعبوية لابنكيران.
الحركات الحقوقية بعضها بات يتطارح إشكاليات، تدبير الإنسان والمجال للكشف عن هؤلاء الرؤساء الذين نالوا ثقة المواطنين ثم تنكروا لهم في أولى الدورات المنعقدة في إطار جماعاتهم.
لا نخفي أننا نعيش أزمات.. ولم يعد أيضا خافيا على المتتبعين أن التدبير السياسي اليوم عاجز عن إبداع الحلول ومشاركة هموم الناس فيما يوجعهم وبشكل يومي.
في دول أخرى تفاعلت حكوماتها بشكل فوري، مع ارتفاع أسعار النفط، حيث أن اسبانيا مثلا بات الناس فيها، يحصلون خمسة يوروات على كل استهلاك يبلغ 50 يورو.
لكن في بلادنا السياسيون اتخذوا من موضوع الزيادة في أسعار المحروقات، مجالا للتراشق الديماغوجي الذي لا يسمن ولا يغني من جوع، لتظل دار لقمان على حالها.