هكذا تكلم الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل

هكذا تكلم الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل
شارك

فؤاد الجعيدي

19 من شهر يونيو 2021، لم يكن عرسا فقط بالمقر المركزي للاتحاد المغربي للشغل، بشارع الجيش الملكي بالدار البيضاء، بل كان عيدا صنعت فيه الطبقة العاملة المغربية، مجدا جديدا من أمجادها ، في محطة الاستحقاقات المهنية، والتي ما كان ينبغي لها أن تكون، طمعا من مطامع قوى سياسية، اختارت النزول إلى فضاءات العمل والمؤسسات الإنتاجية بالمال والتدليس ومحاولات التأثير في إرادة العاملات والعمال الانتخابية، والمساومات التي بلغت في بعض الجهات حضور وزراء ورؤساء جهات والأعيان، الذين تعرت نواياهم الدفينة في عدم الإيمان بالمسلسل الديمقراطي كتراكمات، يحتاجها الوطن ومصالحه العليا للخروج من نفق التشكيك والتردد في مصداقية الخطابات الحزبية.

لقد جاء الأمين العام ومن منصة قاعة فلسطين، ليكشف عن المؤامرات والدسائس التي رافقت هذا الاستحقاق الانتخابي المهني، من طرف قوى سياسية سعت وبقوة للالتفاف على هذه الانتخابات كورقة عبور للغرفة الثانية.

لكن القيادة الوطنية للاتحاد المغربي للشغل، استحضرت كل هذه العوامل الجديدة والضاغطة على هذا المسلسل الانتخابي المهني، وأحدثت غرفة قيادة وطنية لتتبع الخروقات الميدانية، وبالفعل تم ضبط تجاوزات خطيرة في كل من سطات والأقاليم الجنوبية والمنطقة الشرقية وغيرها وفي القطاعات بعينها  وفي مناطق عديدة. وتم التصدي لها بحزم وإيمان ووحدة وتضامن،، وجاءت النتائج مخيبة لآمال الخصوم وأعداء الطبقة العاملة، بانتزاع الاتحاد المغربي للصدارة واسترداد مواقع أخرى، أدرك معها الناس زيف الشعارات والممارسات، والتي كانت كلفتها غالية الثمن على مكاسب الطبقة العاملة وعموم الجماهير الشعبية كما حدث من تراجعات في التقاعد زضرب صندوق المقاصة وتحرير الأسعار ودون تحريك سلم الأجور وفي ظروف بالغة التعقيد، والتي تعود فيها المسؤولية لحزب العدالة والتنمية، والذي نعت زعيمهم الأول رجال التعليم بالقراد الملتصقة بعناق الكلاب.

لكن الطبقة العاملة المغربية وبقيادة الاتحاد المغربي للشغل، وفي هذه المعركة بالذات، لقنت أعداءها وخصومها السياسيين والطبقيين دروسا من بين خلاصاتها، التصويت بكثافة للوائح مناضلي الاتحاد المغربي للشغل في القطاع الخاص والشبه العمومي والعام مع انتزاع الصدارة كأول قوة عمالية منظمة عبر مجموع التراب الوطني، وأينما وجدت الطبقة العاملة، باتحادات محلية وجهوية في 58 مدينة، رفعوا عاليا راية الاتحاد والذي أعلن أمينه العام عن وصوله إلى معبر الكركرات، لإضافة اتحاد على مشارف افريقيا التي تجمعه بها أواصر النضال النقابي المشترك.

لقد عدد الأمين العام وعبر أعضاء الأمانة العامة عدد القطاعات والجامعات التي حصلت التمثيلية المطلقة، في لوائح مندوبي العمال واللجان الثنائية احتل معها الاتحاد الصدارة، بنسب مائة في المائة في العديد من القطاعات في الموانئ بمجموع المتدخلين وفي المطارات أيضا والضمان الاجتماعي والتكوين المهني وقطاع الطاقة والماء وأدركت التمثيلة نسبا جد مهمة في الأبناك بمختلف فروعها فيما استردت الجامعة الوطنية للتعليم شعلتها التاريخية، في قطاع التعليم واحتلت المرتبة الأولى.

إن هذه النتائج التي تم حصادها وفي سياق خاص، تدل على تضحيات المناضلين في التنظيم وفي تطوير الوعي العمالي والنقابي المستقل وفي إطار وحدوي، والذي لا يمثله سوى الاتحاد المغرب للشغل باعتباره منظمة جماهيرية مستقلة، ومخلصة لأساس وجود العمال وقيادة كفاحاتهم في كل الظروف، دون استخدامهم مطية للمآرب السياسية، كما فعلت وتفعل نقابات مقربة من الأحزاب المتنافسة على تدبير الشأن العمومي والتي سرعان ما تظهر تناقضاتها باعتبارها قوى مهينة سياسيا ومتحالفة مع الرأسمال وما يجمعهما من مصالح متبادلة ومتعارضة مع القوى المنتجة.

إن ما أفرزته هذه الانتخابات من مواجهة للأحزاب مع الطبقة العاملة، دفع الأمين العام الميلودي المخارق، إلى التشديد الصارم على  أن الاتحاد المغربي للشغل، لن يكون محايدا في الانتخابات المقبلة، و أن من تآمر على الطبقة العاملة، ومن تدخل ضد مصالحها في الانتخابات المهنية. سيتلقى من مناضلي الاتحاد الشرفاء عقابا سياسيا، في الاستحقاقات القادمة وما دامت المناسبة شرطا، دعا الأمين العام للاتحاد المناضلات والمناضلين للقيام بحملة واسعة ومساعدة العمال، وأسرهم والشباب للإقبال على التقيد باللوائح الانتخابية، حتى يتسنى لهم الحضور القوي والملموس في عمليات العقاب القادمة، لأحزاب سجل عليها التاريخ محاولاتها اليائسة في الضغط على العمال، لكن على إرادتهم كسرت كل أحلام الطامعين في هذا التدجين السخيف والذي لم يحسنوا معه التعاطي مع نشيد الاتحاد، إنهم جبهة لا تنحي.

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *