احذروا زعماء التقليد بالمغرب

احذروا زعماء التقليد بالمغرب
شارك

فؤاد الجعيدي

أهم تحول جرى في القيادات الوطنية، للقوى السياسية المغربية، أنهم صاروا نسخا مقلدة لتلك الني عايشنها في سنوات الجمر والرصاص.

في ذلك العهد، كان الزعماء من اليمين أو اليسار منتوجات لصناعة، كانت حاضنتها الحركة الوطنية، في مواجهة المستعمر الفرنسي، وعاش الرجال محنا في المعتقلات والمطاردات البوليسية، وذاق بعضهم الغربة في الأوطان البعيدة، والبعض الآخر منهم، انشغل بالفكر والثقافة والتأليف، لما ينبغي أن تكون عليه نفوس المغاربة في التشبث بهويتهم الأصيلة، وكان الصراع على أشده على السلطة، وعرف تصفيات سياسية وتناحرات طبقية شديدة، لكن كل هذه الاختلافات، لم تمنع هؤلاء الرجال من أن يقفوا على تناقض واحد ومشترك بينهم، وتحالفوا مع المؤسسة الملكية لإنجاز النصر العظيم في تلك المرحلة وهو استقلال البلاد والخروج إلى الجهاد الأكبر.

هذا الجهاد على عهد الراحل الحسن الثاني، الذي اشتغل على بناء المؤسسات والدولة الحديثة، مع ما كلفه هذا المسار من تطاحنات قوية، وانتهت في نهاية المطاف بوضع اليد في اليد بين المؤسسة الملكية والقوى الوطنية واليسارية لتدشين عهد جديد، وجد فيه محمد السادس، السند القوي للانتقال سلس للسطلة إلى وارث عرشها.

ولعب الراحل عبد الرحمان اليوسفي، دور الرجل الوطني والذي كان يدرك ما معنى أن نموت ويحيا الوطن.

بعد هذه المراحل، أتى للسياسة رجال آخرون، باتوا اليوم لا يشبهون في زعاماتهم تلك الزعامات الأصيلة بل بتنا نراهم تقليدا ولا يتمتعون بنفس المواصفات المطلوب، ويريدون أن يعيشوا بدخا وعالة على المجتمع بما يرضونه من أجور سمينة وتقاعد، لم يساهموا فيه ومعفي من الضريبة كما رضي بذلك عبد الاله بن كيران ومن جرى في فلكه، حين باح لهم علنا بأن مجيئهم لتدبير الشأن العمومي في جماعات المدن الكبرى  والوزارات ودواوينها، كانوا يطمعون من ورائه تحسين أوضاعهم الاجتماعية وتحقيق الارتقاء والتسلق دون كفاحات تذكر.

صرت أعتقد أن هؤلاء اليوم، أشبه بالسلع الصينية، فيها الجودة والماركات المسجلة، وفيها المقلد الرخيص الذي تنعدم فيه الجودة، لكنه في رخصه نترك نصفه كما يقول المثل الدارج على ألسنة الناس..

أردنا أن يدير أحوالنا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، الفقهاء فأنزلناهم بصناديق، لكن اكتشفنا في نهاية المطاف، أنهم لا يجيدون التعاطي مع إبداع البرامج، وظلوا عالة مكلفة على ميزانية الدولة، وينتظرون من ملك البلاد، أن يقوم مقامهم، بالتفكير في أحوال العباد، كما يفعل مع أحوال البلاد الصيغ والمبادرات ، وقد تكلف بإبداع السياسات الناجعة في التصدي للجائحة، في حين ظل العثماني يصرح أنه لا يملك أي برنامج لرفع تداعيات الوباء على الحياة الاجتماعية للناس وأوضاعهم الاقتصادية، ولما بادر الملك بإبداع مشروع الحماية الاجتماعية، ظل العثماني يتحين الفرص رفقة وزيره في التشغيل، للحديث عن محاسن برنامج، لم تكن له فيه ولا لفريقه ومجموعته، أياد بيضاء ولم ينتج هذا الرئيس الفاشل، سوى مزيدا من الفقر والهشاشة والتراجع عن المكاسب الاجتماعية القديمة

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *